الحدث بريس:عبد العزيز اشنيول/جغرافي.
لاشك أن العالم عرف تحولات كبيرة إزاء إنبثاق فيروس كورونا وكانت إنعكاساته جد مؤثرة على كل المستويات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية الثقافية…
ففي رحلة إلى الوراء وعكس عقارب الساعة كان السكان يهاجرون من البوادي إلى المدن في رحلة للبحث عن قوت يومهم هذا التراقص بين المدن و القرى اختلف ما بين الدول لمعاير معينة منها ما هو اقتصادي والآخر بالتكونولوجيا والصناعة لكن هذا لا يعني أن جميع الدول والمناطق لن تمر من هذه المرحلة بل اتضح ذلك حاليا في المناطق النامية ولأن الانسان يخضع لقوانين القدر الكوني ،انبثق سبب سيجعل الهجرة العكسية هي موضوع القرن فالأسباب تعددت لترك المدن زيادة على الضجيح والثلوت أصبحت المدن مركز انتشار الأوبئة وذلك بسبب الكم الهائل للسكان ، حيث ينطبق هذا على فايروس كورونا الذي انتشر في المدن بسرعة قياسية وأصبح الكل خائف من الإصابة ،هذه الأزمة ستعلمنا درس المكوت في البوادي والبحث عن بيئة توافق صحة سليمة في ظل توفر وسائل النقل إن أمكن الأمر العودة الى المدينة للعمل.
فالبوادي في هذه الفترة أصبحت شغل الشاغل لدى العديد من الأفراد خاصة المهاجرين منها للعودة إليها لأنها خالية من الفيروس ،مما أدى لبعض الأسر الى دفع أموال طائلة لدى المهربين وقطاع النقل غير المهيكل للسفر بهم نحو البادية.
كما لاحظ العديد من الأشخاص الذين قطعوا مسافات دامت يومين إلى أسبوع مشيا على الأقدام هروبا من الوباء وكذلك من الأزمة التي حدثت بالمدن التي أثرت سلبا على الذين يرتبط قوتهم بالعمل اليومي والذين يعيشون بفردانية (الزوافرية) ،ومنذ قدوم الكل الا لم نقول البعض الى هذه الأرياف أصبحت مكتضة بالبشرية فافي بعض البوادى ظهرت بؤر الوباء بسبب هؤلاء المهاجرين لكن بعض البوادى الأخرى ظلت خالية منه وسكانها إستمرو في عملهم وجلساتهم اليومية في مكان الإلتقاء أو النقطة المركزية لدى المنطقة…
هذه الأسباب ساهمت في ركود مجموعة الأنشطة بالمدن وتتجلي في عدة مستويات:
-المستوى الإقتصادى: ضعف المبيعات لدى التجار الصغار ومنهم البائعين المتجولين وأصحاب الأفرشة الذين مكثو فى المنازل بسبب الحصار وكذلك الهلع من الوباء بالإضافة الى فرض على أصحاب المحلات التجارية الغير الضرورية الغلق إلى حين أخر هذا كله ساهم في ركود الإقتصاد الوطني والعالمي كذلك…
-المستوى الإجتماعي: فبسبب التضخم فكرة الفيروس لذى وسائل الإعلام والقنوات العالمية أصبحت المجتمعات في هلع مستمر من الأدى بهذا الفيروس فعملت على المكوث في المنازل تطبيقا للإحترازات الموصي بها في الإعلام والمنظمة العالمية للصحة هذا أثر سلبيا على نفسية المجتمع خاصة في مكوثه في المنازل وتخليه عن الأحديث اليومية التي تعطي طاقة إيجابة للشخص لأنه إجتماعي بطبعه…
-المستوى السياسي:بانتشار هذا الفيروس بوثيرة كبيرة أصبح الكل يتهرب من المسؤولية وأصبحت مسؤولية الوباء ملقات على الشعوب وعلى المتهورين منهم ،بالإضافة الى توقيف كل اللقاءات والحورات السياسية إلى إن دعت الضرورة لذلك مستعملا الوسائل الوقائية …
المستوى الثقافي: تم توقيف كل الأتشطة الثقافية التي تعتمد على الإجماع خوفا من الإنتشار الوباء ،وبدل المكوث بدون ذلك ظهرت أنشطة ثقافية بالوسائل التواصل الإجتماعى تعتمد على بعض التطبيقات التي تجمع بين مجموعة من الأفراد للبث المباشر ومناقشة بعض المواضيع الثقافية…
-تجهيزيا: من أهم الأزمات التي عانى منها المجتمع والتي تعتبر حساسة هي توقيف عملية النقل المهيكل أدى إلى توقف الحركة بين المدن والبادية وبين المدينة والاخرى فأصبح الفرد حبيس مكانه…
وبالتالى تبقى الأرياف هي المعول الأساسي والرئيسي للمدن فبدون أرياف لا يمكن للمدن أن تستمر وبدونها كذلك لا تستمد مقومتها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والمعيشية.
البادية مستمرة في السراء والضراء في السلم وفي الحرب في الوباء وغير الوباء… لكن تنمياتها تظل ضعيفة بفعل الخروقات من المسؤولين ودائما في إنتظار أن تنمى ذاتها وسكانها ومحيطها الطبيعي.