لمحات من تاريخ الزاوية الدرقاوية بفركلة السفلى دائرة تنجداد اقليم الرشيدية

0

الحدث بريس : الصادق عمري علوي.

كان للزاوية الدرقاوية بالمغرب الاثر الظاهر، والصيت الواسع الباهر ، بما قدمته عبر تاريخها الطويل عبر عقود من الزمن ادوار دينية تتجلى في صيانة المذهب السني الاشعري على طريقة الامام الجنيد السالك ، تثبيتا للكتاب والسنة ، اسلاما ، وايمانا يعقده القلب ويصدقه العمل ، و ترقيا نحو الاحسان المطهر للقلوب من دنس النفس الامارة بالسوء وحبائل الشيطان المودي الى المهالك.

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

فلقد كان للشيخ الفقيه المربي العربي الدرقاوي الفاسي مؤسس الطريقة الدرقاوية الدور الاكبر في نشر اسس ومبادئ العقيدة الاشعرية ، و مفهوم وحقيقة التصوف الخالي من البدع ، فكان الاستاذ والمربي والزاهد ،وعلى نهجه وعلى خطى ركابه، سارت الزاوية الدرقاوية بمنطقة فركلة .

 

على مشارف واد الغمر او تغمرت ” الفيض ” المسمى قديما “واد النور” العابر لتنجداد وبجماعة فركلة السفلى يقع قصر ايت اعمر ، تقبع وسطه الزاوية الدرقاوية بمئذنتها ومسجدها العتيق ، وضريح مؤسسها السيد احمد الدرقاوي الهواري الادريسي .

هذه الزاوية يقصدها الداني ولقاصي من مختلف مناطق المغرب ، مريدين وفقهاء وشيوخ واعيان وعامة، في تجمع حاشد لقراءة القرآن ، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والتذكير بسيرته العطرة ، وترديد السماع الصوفي، والامداح المشيدة بسجاياه وخصاله ومواقفه ، ومعاملاته .

وهذا شان الزاوية في كل عام تحيي فيه موسم هذا الرجل الزاهد العابد ، والذي عرف عنه كما تحكيه الروايات الشفوية ، ورسائله ، ومصنفاته، وتدخلاته .. واهتمامه بشؤون الناس بمنطقته وغيرها من مناطق المغرب .

تعرف هذه الزاوية بزاوية سيدي العرابي بن عبد الله الهواري الادريسي دفين مدينة وهران بالقطر الجزائري ، وقد اسسها ابنه السيد احمد في مطلع القرن السادس عشر الميلادي 16م وسماها تيمنا باسم والده .


اشتهر الشيخ بالعلم ، والورع بين عامة الناس ، فكان محط تقدير واجلال واحترام ، درس بجامع القرويين بفاس ، وبمدينة بجاية ، وبالازهر الشريف ، كما تلقى العلوم الشرعية بالمسجد الاموي بالشام .

خلف العديد من المؤلفات اهمها كتاب ” التنبيه ” ومصنف ” السهو ” وكتاب التسهيل وشرح المنفرجة .

تلقى العلم على يد العديد من الفقهاء الشيوخ كاحمد بن ادريس ، والقباب والعراقي .. كما تلقى عن الشيخ عبد الرحمان الوغليسي ، و الشيخ العبدنوسي هذا الاخير الذي درسه مدونة الامام مالك .

اما عن رغبته في الترقي الى مدارج الايمان قلبا وعملا ، لنيل مقامات الاحسان ، الجامع للفضل والرضوان، فقد كان ملاذه ، شيخ الطريقة الجزولية سيدي عبد الرحمان المجذوب السالك مغترفا منه صفاء المشرب ،و من سمو حكم ابن عطاء اللّٰه السكندري تبرا من علمه وعمله ، تاركا عجبه بنفسه ، رجاء الفوز بالنظر الى وجه الله الكريم .

واما عن سند الطريق فقد اتخذ سنده عن العارف بالله ، موقض الهمم ، الشيخ سيدي محمد العربي بن قاضي سجلماسة ونواحيها محمد الهاشمي الحسني العلوي المدغري .. محمد العربي صديقه الحميم ، كانت بينهما مراسلات في الحظ على الصبر، و لزوم السنة المحمدية .. وهو دفين قصر جاوز بالرشيدية، والذي لازالت اطلال زاويته الدرقاوية بمنطقة رحمة الله بتماسين ،جماعة شرفاء مدغرة شاهدة على ماض مليء بالاحداث ولى ورحل …

كما استفاد طريق القوم ، من الشيخ الزاهد احمد البدوي زليتن ، ومن الشيخ المربي مولاي العربي الادريسي الدرقاوي الفاسي السالف الذكر.

كان للزاوية الدرقاوية بفركلة دور اساسي في تدبير الشؤون الدينية والدنيوية للافراد ، والقبائل عبر راب الصدع ،وتاليف القلوب ،والتربية على المحبة ، وخدمة الفقراء والعطف على المساكين ، اسوة بخلق الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة ، وعلى ذلك سارت معظم الزوايا التي تفرعت عنها بمختلف مناطق المغرب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.