شهدت الساحة الكروية الدولية في الأيام الأخيرة جدلاً واسعاً عقب تداول اسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كمرشح محتمل لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، خلفاً للسويسري جياني إنفانتينو.
الخبر الذي تناقلته وسائل إعلام عالمية أثار تساؤلات حول مستقبل الفيفا وطبيعة القيادة التي قد تأتي مع ماكرون، إن قرر خوض هذا التحدي.
من السياسة إلى كرة القدم؟
جياني إنفانتينو، الذي يشغل منصب رئيس الفيفا منذ عام 2016 وأعيد انتخابه حتى عام 2027، يواجه احتمال ظهور منافسين بارزين على الساحة. ومن بين هذه الأسماء، ظهر ماكرون بشكل غير متوقع كمرشح محتمل، خصوصاً أنه سينهي ولايته الرئاسية الأخيرة في فرنسا عام 2027، نظراً للقوانين الدستورية التي تمنعه من الترشح لولاية ثالثة.
بحسب تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، يتمتع ماكرون بشغف كبير بالرياضة، يتعدى حدود كونه مشجعاً فقط. فقد مارس رياضات متنوعة كالملاكمة والتزلج على الجليد، بالإضافة إلى لعب كرة القدم مع نادي “Variétés Club de France”. كما أن حضوره في الفعاليات الرياضية الكبرى ومتابعته للمشهد الكروي، خصوصاً تعاونه مع نجوم مثل كيليان مبابي، يعكس اهتماماً واضحاً بهذا المجال.
قبول مبدئي ولكن؟
تقارير إعلامية، أبرزها من RMC Sport، تشير إلى أن فكرة ترشح ماكرون لرئاسة الفيفا تلقى دعماً مبدئياً من مقربين منه. ومع ذلك، لم يتم الإعلان عن أي نية رسمية من قبل الرئيس الفرنسي حول هذا الأمر. وفي حال قرر المضي قدماً في هذه الخطوة، فإنها ستكون تحولاً جذرياً في مسيرته المهنية، من قصر الإليزيه إلى قيادة المنظمة الكروية الأكبر في العالم.
ماكرون في مواجهة التحديات
ترشح ماكرون المحتمل لرئاسة الفيفا يثير العديد من التساؤلات. فهل سيتمكن من الاستفادة من خبرته السياسية والدبلوماسية لقيادة منظمة تواجه باستمرار قضايا مثل الشفافية، النزاهة، وحقوق العمال؟ وهل سيحظى بدعم كافٍ من الدول الأعضاء لتأمين فوزه؟
لا شك أن مجرد تداول اسم ماكرون في هذا السياق يضيف إثارة جديدة للساحة الكروية، ويضعه في دائرة الضوء كلاعب جديد في ميدان يشهد منافسة شرسة. ومع انتهاء ولايته في الإليزيه، يبقى السؤال: هل سنراه يرتدي بدلة الفيفا بعد سنوات من ارتداء زي السياسة؟
و في انتظار وضوح الرؤية حول نوايا ماكرون، يبقى الجدل مفتوحاً. فكرة انتقال رئيس دولة بارز مثل ماكرون إلى قيادة الفيفا تعكس تقاطع السياسة بالرياضة في عالم تزداد فيه أهمية الرياضة كقوة ناعمة على الساحة الدولية.