فعلى بعد ثلاث ساعات من انطلاق المباراة ، امتألت جنبات المركب الرياضي محمد الخامس أو “ملعب الرعب” ، بجمهور غفير فاق تعداده 45 الف متفرج من مختلف الاعمار ، و شرعوا بصوت واحد في ترديد الأغاني الوطنية الحماسية و الاهازيج الشعبية التي ابدعتها على الخصوص جماهير قطبي كرة القدم الوطنية الوداد و الرجاء.
و خلق الجمهور، الذي كان يحمل لافتات النصر و الاعلام الوطنية ، التي أثت فضاء الملعب بالاحمر و الاخضر ، فرجة استثنائية من خلال ابداع لوحات من قبيل (لاهولا ) أو الموجة المكسيكية ، و الدقة المراكشية .
ومن أقوى لحظات الفترة التي سبقت بداية المقابلة ترديد الجمهور بصوت واحد و رهيب النشيد الوطني المغربي تحت النغمات التي أدتها باقتدار الفرقة النحاسية التابعة للقوات المساحة الملكية.
وحظيت الجالية الغابونية المتواجدة في المغرب ،و التي حضرت بأعداد كبيرة الى المركب الرياضي محمد الخامس لتشجيع منتخبها بالاحترام وحسن الاستقبال و حفاوة الضيافة من قبل الجمهور المغربي ، حيث كانت مبادئ الروح الرياضية و التنافس الشريف و احترام الضيف في الموعد .
ومن بين اللحظات ، التي استأثرت بالاهتمام ،التقدير الكبير الذي حظي به اعضاء المنتخب الغابوني ، لاعبون وطاقم تقني بعد إطلاق صافرة النهاية ، حيث توجه أصدقاء أوبامايونغ الى مستودعات الملابس تحت تصفيقات الجماهير المغربية ، وهو ما استحسنه الجمهور الغابوني .
و الواقع ، أن الفوز المستحق الذي حققه اسود الاطلس ، نتيجة و أداء ، يعود فيها الفضل بنسبة كبيرة الى الجمهور المغربي ، الذي كان في الموعد وقدم دعما معنويا متواصلا لاصدقاء العميد مهدي بنعطية و حملهم على توقيع واحدة من افضل المباريات في التصفيات الافريقية المؤهلة الى مونديال روسيا 2018.
هذا المعطى ، أكده الناخب الوطني هيرفي رونار خلال الندوة الصحفية التي عقدها بعد انتهاء المباراة ، مبرزا أن الجمهور المغربي كان أكثر من رائع ، إذ أن تشحيعاته كانت “أكثر حدة و قوة مما عاشه الشهر الماضي في مباراة مالي بالرباط”.
واعتبر رونار أن اختيار اللعب في مركب محمد الخامس جاء في الوقت المناسب ، خاصة بعد الاداء المتميز الذي بصم عليه المنتخب المغربي في الاونة الأخيرة ، مستطردا بالقول ” لم يكن ممكنا اللعب بالدارالبيضاء إلا ونحن جاهزون، لأن الجمهور البيضاوي ليس متساهلا في أبسط الأشياء”.
من جهته ، قال اللاعب أمين حارث ، الذي خاض امس أول لقاء رسمي له مع المنتخب المغربي ، في تصريحات صحفية ، ” لقد أحسست بدفئ رهيب لم ينتابني من قبل و أنا أطأ عشب هذا الملعب الاسطوري ،وأعانق هذا الجمهور الاستثنائي ، الذي استقبلني بحفاوة و جعلني اشعر بقيمة الانتماء للوطن “.
ولم تكن صفارة الحكم الجنوب إفريقي فيكتور ميغيل دو فريتاس غوميس فقط إيذانا بنهاية هذه المباراة الحاسمة بل، أيضا، انطلاقة عرس جماهيري شارك فيه الألوف من الجماهير المغربية التي خرجت في كبريات المدن المغربية للتعبير عن فرحتها بهذا الإنجاز الجديد للكرة المغربية، الذي قد يعبد الطريق نحو مونديال روسيا 2018 .
والمؤمل أن تكتمل فرحة هذا الجمهور، الذي شكل على الدوام السند القوي لأسود الأطلس، بانتزاع الفريق الوطني البطاقة الوحيدة عن المجموعة الثالثة حين يحل ضيفا يوم 6 نونبر على منتخب كوت ديفوار،و يعيد لكرة القدم المغربية هيبتها وإشعاعها و بريقها على الصعيدين الافريقي و العالمي .
و م ع .