الحدث بريس : وكالات
أظهرت خطابات زعيمي الصين والولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة تريد المواجهة، والصين لا تخاف منها، إنما تقدم للعالم نموذج تنمية بلا نزاعات.
اتهم ترامب الصين مرة أخرى بالمسؤولية عن انتشار فيروس كورونا وطالب أعضاء الأمم المتحدة بمعاقبة بكين على ذلك. كما قال الرئيس الأمريكي إن بلاده لم تعد في حاجة إلى اتفاق تجاري مع جمهورية الصين الشعبية، رغم أنه كان يتباهى به سابقا.
الزعيم الصيني، على الرغم من أنه لم ير أداء نظيره مقدما، لجأ إلى نبرة ورسائل معاكسة تماما. فمع الهدوء واللطف الذي يتسم به شي جين بينغ، أعلن أن الصين “ستظل ملتزمة بالتنمية السلمية والمفتوحة والمشتركة والشاملة”.
علاوة على ذلك، فالصين لا تخاطب الولايات المتحدة (لم يأت ذكر الخصم المباشر في خطاب شي)، إنما العالم أجمع، المدعو للاختيار بين حرب باردة جديدة (مع الخطر المستمر للصراعات العسكرية العالمية) وبناء عالم جديد بلا حروب، وإنشاء “قرية عالمية”. “حيث يكون الجميع مترابطين ويحترمون بعضهم البعض”.
من الناحية الأيديولوجية، تخسر الولايات المتحدة هذه المعركة بالفعل. فلا أحد، بما في ذلك حلفاء واشنطن، يريد الحرب، ولا أحد مستعدا حتى للانضمام إلى الحرب التجارية ضد الصين، وهم يصغون باهتمام إلى ما تقدمه بكين.
فهل سيعطون في واشنطن رسالة بكين حق قدرها؟ وهل سيقدّرون هناك نبرة الزعيم الصيني الهادئة ورسائله المبدئية؟ ذلك ما سوف يحدد اتجاه تطور العالم وما إذا كان سيواجه حربا باردة جديدة وسباق تسلح وتهديدا متزايدا بنشوب صراع نووي؟ ويبدو أن حل هذه القضايا لا يتوقف على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فهذا ليس سؤالا لحظيا، إنما سؤال حضاري مبدئي.