في خطوة تعكس تمسكهم بالتقاليد الدينية لوطنهم الأم، خالف سكان مدينتي سبتة ومليلية الإعلان الرسمي الإسباني الخاص بموعد عيد الفطر، حيث احتفلوا بهذه المناسبة يوم الاثنين، تماشياً مع الرؤية الرسمية للهلال في المغرب.
وأعلنت المفوضية الإسلامية في إسبانيا (CIE) أن عيد الفطر في البلاد سيكون يوم الأحد، استناداً إلى رؤية الهلال المتبعة في العديد من الدول، وهو ما دفع غالبية مسلمي إسبانيا إلى الاحتفال بالمناسبة في ذلك اليوم، متوجهين إلى المساجد والمصليات صباحاً.
إلا أن مسلمي سبتة ومليلية، المدينتين الواقعتين تحت السيادة الإسبانية واللتين تعتبرهما الرباط أراضي محتلة، اختاروا الاحتفال بالعيد يوم الاثنين، بعد أن أكملوا صيام اليوم التاسع والعشرين من رمضان يوم الأحد، تماشياً مع إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.
وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية (EFE) أن المسلمين في المدينتين اعتمدوا الرؤية المغربية لهلال شوال، مشيرة إلى أنهم “يقتدون بأحكام الإسلام الصادرة عن البلد المجاور لهم”. ويُظهر هذا القرار تمسك مسلمي المدينتين بعلاقتهم الدينية والثقافية مع المغرب، رغم الاختلافات في التبعية السياسية.
في المقابل، تعتمد أغلب الهيئات الإسلامية في إسبانيا، ومن بينها المفوضية الإسلامية، الحسابات الفلكية وتنسق مع دول أخرى، لا سيما المملكة العربية السعودية، لتوحيد مواعيد الصيام والإفطار بين المسلمين من مختلف الجنسيات.
وتشير الإحصائيات الرسمية الإسبانية إلى أن مدينة سبتة تضم حوالي 35 ألف مسلم من أصل 84 ألف نسمة، فيما يعيش في مليلية نحو 31 ألف مسلم من إجمالي 78 ألف نسمة، غالبيتهم من أصول مغربية، مما يعزز من تأثير المغرب في حياتهم الدينية والاجتماعية.