طور باحثون من جامعة “نورث ويسترن” الأميركية مقياسًا جديدًا يستخدم الساعات الذكية لقياس صحة القلب، مما يمثل خطوة مهمة نحو تحسين طرق الوقاية والكشف المبكر عن الأمراض القلبية. يعتمد المقياس الجديد على تحليل عدد نبضات القلب لكل خطوة يتم قطعها، وهو ما يتيح للمستخدمين قياس صحة قلوبهم بدقة أكبر من الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على عدد الخطوات أو معدل ضربات القلب بمفردهما.
تشير الدراسة التي أجراها الفريق البحثي إلى أن هذا المقياس يوفر معلومات إضافية عن صحة القلب، حيث يقوم بتحديد العلاقة بين نشاط الشخص اليومي وصحة قلبه بشكل أكثر تفصيلاً. وبحسب الباحثين، فإن الأشخاص الذين يظهرون معدلات مرتفعة من ضربات القلب لكل خطوة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، فشل القلب، وارتفاع ضغط الدم.
الدراسة اعتمدت على تحليل بيانات أكثر من 7,000 شخص في الولايات المتحدة، حيث تم جمع معلومات حول أنماط النشاط البدني وأثرها على صحة القلب. وأظهرت النتائج أن هذه الطريقة الجديدة توفر أداة فعّالة لقياس فعالية النشاط البدني ومدى تأثيره على الصحة العامة للقلب، كما تساعد في التعرف على الأفراد الذين قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بمشاكل صحية على المدى الطويل.
يأمل الباحثون أن يسهم هذا المقياس في تشجيع الأشخاص على اتخاذ خطوات وقائية فعالة لتحسين صحتهم، من خلال دمج هذه التقنية في الساعات الذكية التي يرتديها الملايين حول العالم. ويُتوقع أن يساعد هذا المقياس في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، مما يسمح لهم بالحصول على استشارات طبية مبكرة وتبني أسلوب حياة أكثر صحة.
وفي ضوء هذه الاكتشافات، يبدي الخبراء تفاؤلاً بشأن تأثير هذه التكنولوجيا على قطاع الصحة العامة، إذ توفر هذه التقنية وسيلة غير مكلفة ومتاحة للعديد من الأشخاص لمراقبة صحتهم بشكل مستمر وتحسين العناية الذاتية. يتوقع أن تزداد أهمية هذه الأدوات في المستقبل، خاصة مع تزايد الاعتماد على الأجهزة القابلة للارتداء وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في ميدان الرعاية الصحية.