في ظل استمرار الأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع عشر، أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيراً صارخاً حول تدهور الوضع الإنساني في البلاد، مشيراً إلى أن أكثر من نصف سكان سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي. ومع استمرار النزاع وتدهور الوضع الاقتصادي، أصبحت الحاجة إلى المساعدات الإنسانية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
بحسب بيانات البرنامج الأممي، فإن ما يقارب 12.1 مليون سوري يواجهون اليوم صعوبة بالغة في تأمين احتياجاتهم الغذائية الأساسية، بينما يواجه نحو 2.9 مليون آخرين خطر الانزلاق إلى الجوع في حال عدم التدخل الفوري. هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تخيم على البلاد، والتي فاقمتها الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، والانهيار الاقتصادي المتسارع، إلى جانب النزوح المستمر بسبب القتال والأزمات الأمنية.
ويأتي ذلك في وقت لا تزال فيه الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تساهم في تعقيد الوضع، إذ تستهدف منشآت حيوية وبُنى تحتية في مناطق متفرقة، مما يؤدي إلى تعطيل الخدمات العامة، وزيادة حالة عدم الاستقرار، ويضعف جهود الإغاثة الدولية. وقد أثرت هذه الهجمات بشكل مباشر على قدرة المدنيين في الحصول على الرعاية الصحية والغذاء، وفاقمت معاناتهم اليومية.
ولا يزال أكثر من 7 ملايين سوري نازحين داخل بلادهم، يعيشون ظروفاً قاسية في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، من خدمات صحية وتعليمية ومرافق مياه وكهرباء. وأكد برنامج الأغذية العالمي أن البنية التحتية المدمرة في العديد من المناطق تعيق جهود الإغاثة، وتحد من قدرة المؤسسات الدولية على إيصال المساعدات إلى المحتاجين.
رغم الجهود التي تبذلها المنظمات الإنسانية، إلا أن التمويل المتاح لا يزال بعيداً عن تلبية الاحتياجات المتزايدة، مما يدفع بملايين السوريين نحو مزيد من الهشاشة والعوز. ويدعو برنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي إلى مضاعفة الدعم لسوريا، وتقديم تمويل مستدام يساعد على تخفيف معاناة المدنيين، ويعيد الأمل في إمكانية التعافي في بلد أنهكته الحرب والدمار والضغوط الخارجية.