الحدث بريس: و م ع.
وإذا كانت الصحافيات العاملات في مختلف مصالح الوكالة تعدن على رؤوس الاصابع خلال سنوات الثمانينيات، فإن حضورهن أخذ يتزايد على مر السنين إلى أن ولجن مناصب المسؤولية في مصلحة التحرير المركزي، وكذا في الأقطاب الجهوية والدولية.
ووفق إحصائيات حديثة، فإن 37 في المئة من مجموع العاملين بوكالة المغرب العربي للأنباء نساء، 46 في المئة منهن صحافيات و38 في المئة تمارسن مهنا داعمة، بمتوسط عمر يقدر ب42 سنة وبأقدمية في العمل تناهز 15 عاما، فيما تصل نسبة النساء المغتربات إلى 13 في المئة.
هذا الواقع، الذي يحق للوكالة أن تعتز به، يعد ثمرة سياسة توظيف تعكس تكافؤ الفرص بين الجنسين. كما تعتبر نتيجة رؤية استراتيجية تتجه نحو المستقبل وتجعل من تكريس ثقافة المناصفة هدفا نبيلا.
ولا تعتزم الوكالة الوقوف عند هذه المكتسبات، فعند مطلع شهر فبراير المنصرم، أطلق مديرها العام السيد خليل الهاشمي الإدريسي بمراكش برنامج (ماب-مناصفة)، الذي يرمي إلى مواكبة الحضور القوي للنساء، من خلال وضع مؤشرات محددة لتقييم وقياس معدل المناصفة بشكل سنوي.
وقد تحققت هذه المناصفة تقريبا في مديرية الإعلام، القلب النابض للوكالة، حيث أن عدد الصحافيات يوازي عدد الصحافيين. فالصحفيات يعملن في المقر المركزي للوكالة وفي الأقطاب الجهوية والدولية، في بحث دائم عن المعلومة الدقيقة الموجهة لإغناء قائمة الأخبار التي يتم بثها على مدى 24 ساعة، كمصدر لا ينضب تنهل منه كافة وسائل الإعلام.
وتتقلد صحافيات الوكالة مناصب عدة داخل أقسام التحرير، من رئيسة قطب إلى رئيسة مكتب ثم رئيسة مصلحة ورئيسة تحرير. ويحظى دورهن وإسهامهن بكامل الاعتراف والتقدير.
وجريا على عادتها في مناسبة اليوم العالمي للمرأة، أبت وكالة المغرب العربي للأنباء إلا أن تعهد بإدارة كافة مصالح التحرير للصحافيات.
وتتوخى هذه المبادرة الرمزية تكريم الكفاءات الصحفية النسائية التي تساهم إلى جانب زملائها الذكور، باقتدار وتفان، في إشعاع الوكالة على المستويين الوطني والدولي.
وتعكس هذه المبادرة أيضا إرادة الوكالة في تشجيع المرأة وتحفيزها على الاضطلاع بدور الريادة وتولي مختلف المسؤوليات التحريرية والإدارية.
وهكذا، عهد بمنصب مديرة الإعلام إلى السيدة نادية أبرام، ومنصب رئيسة التحرير المركزي إلى السيدة جليلة عجاجة، ورئيسة التحرير الوطني إلى السيدة كريمة حاجي.
أما رئاسة التحرير الجهوي فآلت إلى السيدة لمياء ضاكا، ورئاسة التحرير الدولي إلى السيدة سمية العرقوبي، في حين أسندت رئاسة تحرير الوسائط المتعددة إلى السيدة منى العلوي اليزيدي.
وفضلا عن رمزية الثامن من مارس، يشكل هذا اليوم مناسبة للتذكير بالمسار الطويل الذي قطعته النساء لفرض حضورهن داخل وكالة المغرب العربي للأنباء، والتدرج في مناصب المسؤولية بخطى ثابثة.
فهنيئا لصحافيات وكالة المغرب العربي للأنباء، سيداتي أنتن على الطريق الصحيح. واصلن العمل.