الحدث بريس: متابعة
خلّدت جمعية “أصدقاء الفنان مبارك أولعربي للتنمية والثقافة”، يوم السبت فاتح فبراير الجاري، بالعاصمة الرباط، الذكرى التاسعة لرحيل الفنّان الأمازيغي الراحل، مبارك أولعربي، المعروف اختصارا بلقب بـ”نْبَا” و الذي كان قد وافته المنية اثر تدهور حالته الصحية في التاسع يناير من سنة 2011 التي شكلت صدمة لدى عشاقه..
وشهد الأمسية الفنية، فقرات متنوعة، شارك فيها عدد من الفنّانين من منطقة “الجنوب الشرقي”، بالإضافة إلى فنّانين من خارج المغرب أبرزهم الفنّان القبائلي المعروف، علي عمران، وهو واحد من أصدقاء “نبا”، وقدم من باريس لإحياء وتخليد الذكرى التاسعة لرحيل أيقونة القيثارة والأغنية الأمازيغية، والفنانين الشابين، هدى حامي و ياسين أزواوي، والشاب امين ديو من الريف، مجوعة كناوا واد تودغى، بالإضافة إلى مجموعة “صاغرو باند” الذائعة الصيت والتي أسسها الفقيد مبارك أولعربي سنة 2006.
كما شهد تخليد ذكرى رحيل واحد من أبرز نجوم الأغنية الأمازيغية الملتزمة العصرية، تكريم عدد من الوجوه التي أسدت الشيء الكثير للقضية الأمازيغية، أبرزهم المناضل والمحامي ومؤسس الحزب الديمقراطي الأمازيغي، أحمد الدغرني، والفنّان الأمازيغي موحا ملاّل، والفاعلة الأمازيغية، أمينة أمحارش، الناشطة الجمعوية لعزيزة اوكمني، الصحفي الامازيغي عمر اجراري، ابراهيم العيناني وحسن أزواوي إضافة إلى عدد من الفاعلين الأمازيغيين الآخرين في مجالات مختلفة.
وشهدت الفترة الصباحية من يوم تخليد ذكرى رحيل “نبا”، تنظيم ندوة حول موضوع “التنمية بمنطقة درعة تافيلالت في محل سؤال” بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وشارك في تأطيرها مجموعة من أبناء الجهة، كالأستاذ حسن ازواوي الذي تحدث عن التسويق الترابي للجهة، الأستاذة لعزيزة أوكمني التي تحدتث عن دور المرأة في العمل الجمعوي، والفاعل، عبد الواحد درويش الذي تناول في مداخلته “دور الصناعات الثقافية في التنمية بجهة درعة-تافيلالت”، بالإضافة إلى الدكتور حميد أجميلي الذي أعطى نبدة عن تاريخ المنطقة ودوره كآليات للرفع بجهة درعة تافيلالت، ومن المرتقب أن تنشر جمعية “أصدقاء مبارك أولعربي” توصيات الندوة لاحقا.
وقال رشيد الناصري، عضو في اللجنة التنظيمية للذكرى “شخصيا لم أستطيع إلى حدود الآن أن أجد الكلمات لأصف النجاح الذي عرفته هذه الدورة، والتي لن تنسى في أذهان العديد من الحاضرين”، معبرا عن ” شكره لكل المتطوعين والأشخاص الذين سهلوا سيولة التنظيم من الناحية الوجيستيكية والمالية”.
ومبارك أولعربي أو “نبا” كما يحلو لآلاف من عشاق فنيه الملتزم والهادف مناداته، ولد في منطقة “أَمَاغَا ” بـ”ملعب” إقليم الرشيدية، سنة 1982، عاش طفولته بذات القرية و درس بها الابتدائي، والإعدادي، لينتقل إلى كل من جامعة الراشيدية وجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وحصل على إجازتين: الأولى في العلوم السياسة سنة 2006، والثانية في الدراسات الفرنسية سنة 2009، وكان يحضر شهادة الماستر في الأدب الفرنسي.
تنوعت أغاني أيقونة القيثارة والأغنية الأمازيغية “نبا” ومعه مجموعة “صاغرو باند” وحاولت ملامسة المواضيع الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية..، أطلق العنان لكلماته الهادفة والملتزمة، غنى للقضية الأمازيغية في كل تجلياتها، للحرية، للحب، ضد الظلم والاستبداد ومن أجل الكرامة والاستفادة من الثروة، أطلق العنان “لقيتارته” لمناصرة أبناء الهامش ونقل معاناتهم من الجبال القرى المهمشة حيث تنعدم أبسط مقومات العيش الكريم، للخارج. اقترنت أغلب أغانيه بهموم الإنسان التي تجسد، في أبهى صورها، وضعية الإنسان المهمش والمقهور في الجبال.
أصدرت مجموعته “صاغرو باند” ألبومها الأول سنة 2006، يحمل اسم “موحى” وتضمن 6 أغاني، ، ثم أصدرت ألبومها الثاني “تيليلي” (الحرية) وهو الألبوم الذي أوصل نبأ إلى العالمية حيت شارك في عدة مهرجانات دولية، وفي سنة 2009 أصدر ألبومه الثالث “أوْسي إ تالا” (ساعدني على البكاء).
وفي سنة 2010 أصدر ألبومه الرابع “نو بورْدور لايْنْزْ” (بلا حدود)، وتضمن أغاني أمازيغية وإنجليزية، وحاز “نبا” في نفس السنة على جائزة أحسن مغني أمازيغي التي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.