الحدث بريس : الصادق عمري علوي
سنتحدث بوضوح وبدون فلسفة عقيمة ومضغ كلام ، قبل استفحال الوضع وتحوله إلى عادة .. إذ لا يمكن لأحد منا التغاضي عنه ، وتركه يستفاقم لأنه يهدد أمننا المائي بواحة تافيلالت مما سيؤثر مباشرة على المجالات الاجتماعية و السياحية والبيئية …
و نظرا لكون الاستغلال المفرط للماء ذي أثر سلبي بالغ على الفرشة المائية على المدى القريب … ويمس مستقبل الأجيال القادمة إن لم نقف جميعا كل من موقعه ضد هذا الصنف من الاستغلاليات الفلاحية التي تراهن على هذا النوع من المنتوج الزراعي الذي لايتوافق مع طبيعة منطقتنا ومناخها الشيء الذي يستدعي وبشكل مستعجل توعية الفلاح بالمزروعات التحتية الواجب اعتمادها كبديل لهذا النوع والتي لاتحتاج لنسبة مياه كبيرة في السقي سواء السقي الموضعي أوغيره .
فقد لاحظنا عيانا قدوم و إقدام مجموعة من الفلاحين من مناطق أخرى ، ومنهم مجموعة من ذوي الحقوق بمنطقة تماسين مدغرة بالرشيدية الذين سايرو أولائك في منطقهم الخاطيء ، ولن نتحدث عن منطقة الخنك رغم وجودهما بمجال ترابي واحد لأننا لم نقم بزيارة ميدانية كجريدة إخبارية إلى هناك لنطلع على الوضع ، ولكننا سنتحدث عن منطقة تماسين بمدغرة ، وهذا أمر خطير بالغ الأهمية بالنسبة لكافة ذوي الحقوق الذين استفادوا من خمس هكتارات خصوصا … وساكنة مدينة الرشيدية عموما التي تعتمد على مياه سد الحسن الداخل في السقي والشرب ، وليس الأمر دعاية أو مجرد كلام نلقيه على هواهنه لقراءته من طرف البعض بشكل مغرض ، لأنه من مسؤليتنا كجريدة أن ننقل الخبر بمصداقية وتجرد لجميع المواطنين والمواطنات .
نقول للجميع : فاكهة الدلاح والبطيخ حلوة المذاق بالنسبة للمستهلك ومربحة للفلاح ، ولكنها ستصبح ثمرة مرة كالعلقم حينما ينشف ماء الفرشة المائية وينشف معها ريق الفم ويضيق أفق التفكير والفهم في مثل هذه الحالات المسببة للتلف والغم .. لأننا لن نجد مستقبلا قطرة ماء لنشربها أو يشربها أطفالنا وكذا الكائنات الأخرى من حيوانات وغيرها من الطيور التي ألفناها في محيطنا و التي سيكون مآلها النفوق والموت حتما … حينها سيصبح الوضع كالتالي :
المحظوظ سينتقل مع عائلته ليهاجر .. ويغادر الواحة المنكوبة إلى مدينة أخرى ، أما الساكنة والفلاحين الصغار و الكسابة والرحل الذين لم يساهموا في وقوع الكارثة سيجبرون على التنقل لساعات في مشاهد محزنة عشرات بل مئات الكيلومترات لجلب الماء لذويهم وماشيتهم إن وجدوه .. ولما يحدث ذلك لا قدر الله سوف يصطدم الجميع بواقع مر مغاير ، ومأساة لا يمكن توقع صورها وتداعياتها ، حينها ستقع الكارثة المائية وسيقوم الأميون بالعالم الافتراضي وهم كثر كالعادة بلوم مؤسسات الدولة لكونها لم تقم بدورها ولم توفر الماء … ! وقد أخبرني أحد الرعاة الذين التقيتهم بمنطقة تماسين مدغرة بأن مجموعة من الآبار المخصصة لإرواء قطعان الماشية والإبل قد هبط منسوب مياهها ومنها التي ” نشفت ” بسبب الاستغلال المجحف والمفرط للمياه .
هل يدري الواحد منا كم يستهلك كل جذر لثمرة دلاح من لتر ماء حتى تصل إلى النضج وتستوي … وكم يعطي – الفلاح الجشع – المتاجر بمستقبل الأجيال القادمة المؤمن بالربح الآني فقط – من مواد كيماوية ضارة بالانسان والبيئة لتلك النبتة لتنمو ، هذه المعلومات لانتوفر على معطيات حولها بشكل دقيق فالمعنيون بالميدان يعلمون ذلك ، وطلبة كليات العلوم المغربية تحدثوا في بحوثهم عن مخاطر زراعة الدلاح والبطيخ في المناطق الشبه الجافة القليلة التساقطات .
لذا نهيب بالسلطات المحلية ، والجماعات المحلية والقروية ، والمؤسسات المعنية وخاصة وكالة الحوض المائي لكير زيز وغريس ، والمكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لتافيلالت للقيام بمسؤلياتهم التي يخولها لهم القانون لمعاينة الضيعات الفلاحية المعنية التي تعتمد هذا النوع من الزراعات المهددة للفرشة المائية وتقديم التوجيه والإرشادات الفلاحية لهم لاختيار أنواع بديلة عنها تتوافق مع مناخ المنطقة وهم يعلمون ماوقع بمناطق جهة درعة تافيلالت كزكورة على سبيل المثال التي شهدت شحا في الموارد المائية …
لا يمكن السكوت عن هذا الامر بل يجب التصدي له حتى يكفوا ها اولئك الذين لايهمهم الا الربح السريع ولايراعون مصالح الاخرين بل هذا الفعل المشين يؤثر على الفرشة المائية بشكل كبير