الحدث بريس:وكالات.
تخفف أوروبا تدريجياً، القيود التي تفرضها في إطار إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد بينما في الولايات المتحدة، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إعادة تحريك الاقتصاد وإن كان كوفيد-19 يحصد أرواحاً في جميع أنحاء العالم.
وتفيد آخر حصيلة بأن الوباء أسفر عن وفاة أكثر من 131 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في كانون ديسمبر (الأول) الماضي.
ومع ذلك قال الرئيس الأميركي “سنعيد فتح الولايات، بعضها قبل الأخرى وبعض الولايات يمكن أن تفتح في الواقع قبل الأول من الشهر المقبل”.
وصرّح ترمب أمس (15-4-2020) في حدائق البيت الأبيض “غداً سيكون يوماً مهماً جداً”، واعداً بتقديم خطته حول “إعادة فتح الاقتصاد”، لأن الولايات المتحدة برأيه “تجاوزت ذروة” الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد.
وأحصي في الولايات المتحدة العدد الأكبر من الوفيات بلغ 28 ألفاً و326 مقابل أكثر من 637 ألف إصابة. كما سجلت الولايات المتحدة، بحسب جامعة جونز هوبكينز التي تعد مرجعاً، رقماً قياسياً عالمياً جديداً يتمثل بعدد الوفيات خلال 24 ساعة وبلغ 2569.
وبدأت دول عدة لاحظت تراجعاً في خطوطها البيانية مثل تباطؤ عدد الذين أدخلوا إلى العناية المركزة والمستشفيات، بوضع خططها لإنهاء إجراءات العزل وحتى خففت بعضها عدداً من هذه التدابير.
سويسرا والدنمارك
وستكشف سويسرا خطتها اليوم الخميس في حين ستفرض بولندا وضع الأقنعة الواقية في الأماكن العامة وتعيد بعض المحلات التجارية فتح أبوابها في ليتوانيا.
وتنوي ألمانيا إعادة فتح بعض محلاتها التجارية قريباً، واعتباراً من الرابع من مايو (أيار)، سيأتي دور المدارس.
العودة إلى المدارس
في المقابل، عاد حوالى نصف التلاميذ في الدنمارك إلى مدارسهم بعد إغلاق استمر شهراً. كما أعادت النمسا فتح محلاتها التجارية الصغيرة غير الأساسية. وأعادت إيطاليا الدولة الثانية الأكثر تضرراً في العالم وبلغ عدد الوفيات فيها 21 ألفاً و645، فتح بعض هذه المحال.
وبدأت الحكومة الإسبانية الحديث فقط عن رفع تدريجي لإجراءات عزل تعد من الأكثر صرامة في أوروبا وستمدّد حتى 25 الجاري، مع إمكانية تخفيفها.
وفي إسبانيا حيث بلغ عدد الوفيات 18 ألفاً و579، وحدهم البالغون يمكنهم الخروج للتوجه إلى السوبرماركت أو الصيدليات أو لنزهة الكلب.
وقال اينماكولادا باريديس (47 سنة) إن “ألفارو قال لي ليس من العدل أن تتمكن أنت من الخروج ونحن الأطفال لا نستطيع القيام بذلك”، مشيراً إلى ابنه البالغ من العمر سبع سنوات “.
بريطانيا
وستعلن بريطانيا (12 ألفاً و868 وفاة) اليوم الخميس تمديد إجراءات الحجر على الأرجح. وتحت صدمة ازدياد الوفيات اليومية الكبيرة، يتمسك سكان هذا البلد بأي خبر سار مثل شفاء جدة تبلغ من العمر 106 سنوات أو مبادرة محارب سابق.
فقد تمكن توم مور (99 سنة) من جمع سبعة ملايين جنيه استرليني (ثمانية ملايين يورو) للطواقم الطبية المعالجة بإطلاقه تحدي اجتياز حديقته في بيدفوردشير (وسط) بجهاز المساعدة على المشي.
فرنسا
ويبدو أن الوضع في فرنسا حيث توفي 17 ألفاً و167 شخصاً بالفيروس بينما تعد البلاد خطتها لرفع إجراءات العزل تدريجياً اعتباراً من 11 مايو (أيار) المقبل، يسير في الاتجاه الصحيح مع تراجع عدد الذين أدخلوا إلى المستشفيات للمرة الأولى منذ بداية الوباء.
وقال مساعد وزير الصحة الفرنسي جيروم سالومون “إنه الانخفاض الأول ويجب أن نرحب به”.
لكن منظمات غير حكومية تحدثت عن “شروط صحية أسوأ من جنوب السودان” في ضواحي العاصمة الفرنسية.
وقالت الرومانية ليفيا كوفاسي باكية إن “الدولة لا تفكر فينا وتتركنا نموت هنا”، معتبرة أن “الأقوياء نشروا الفيروس لقتل اللفقراء”. وهي واحدة من حوالى 200 شخص يعيشون منذ ما قبل انتشار الوباء في مخيم في ضاحية سان ديني تنتشر فيه جيف جرذان نافقة وسط النفايات.
وبينما تتحدث أوروبا والولايات المتحدة عن تخفيف العزل، ما زالت دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث توفي 21 مصاباً بالفيروس، في حالة تأهب.
وتخشى السلطات الكونغولية “الأسوأ” في كينشاسا اعتباراً من مطلع الشهر المقبل عندما “يدخل الوباء في مرحلة تسارع”.
وأغلقت المدارس وأماكن العبادة، والحانات والملاهي الليلية، لكن الأسواق البلدية تبقى مفتوحة وتكتظ بالبائعين والزبائن من دون مراعاة قواعد الإبقاء على مسافة بينهم.
ولمساعدة الدول الأكثر فقراً التي ضربها الوباء وخصوصاً في إفريقيا، اتخذت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى قراراً “تاريخياً” بتعليق تسديد هذه البلدان للديون لعام واحد.
وجاءت هذه الخطوة في وقت مناسب بعدما اتخذ الرئيس الأميركي قراراً تاريخياً أيضاً بتعليق تمويل الولايات المتحدة، وهو الأكبر، في منظمة الصحة العالمية التي اتهمها “بسوء الإدارة” في هذه الأزمة والانحياز إلى الصين.
ولقي القرار إدانة واسعة من الاتحاد الأوروبي إلى الصين مروراً بروسيا وفرنسا وإيران والاتحاد الأفريقي.
ألمانيا
في المقابل، قررت ألمانيا التي دخل اقتصادها مرحلة ركود، تخفيف إجراءات العزل من خلال إعادة فتح بعض المتاجر، أما المدارس والثانويات فسيعاد فتحها اعتباراً من بداية الشهر المقبل.
وأعلنت المستشارة أنغيلا ميركل في ختام اجتماع مع قادة المقاطعات الست عشرة أن التجمعات الكبيرة مثل المباريات الرياضية أو الحفلات ستظل محظورة حتى 31 أغسطس (آب) على الأقل.
وسمحت للمتاجر التي تقل مساحتها عن 800 متر مربع بفتح أبوابها مجدداً.
وحذرت خلال مؤتمر صحافي من أن “النجاح المرحلي” الذي حققته ألمانيا ضد “كوفيد 19” ما زال “هشاً” في الواقع.
ولمواكبة هذا التخفيف في إجراءات الإغلاق، توصي الحكومة بشدة بارتداء الأقنعة الواقية في المتاجر ووسائل النقل العام.
وبحسب وزارة الاقتصاد الألمانية، بات اقتصاد البلاد ينوء تحت وطأة الأزمة الصحية بعد أن أضعفته بالفعل إلى حد كبير طوال عام 2019 التوترات التجارية الدولية التي قوضت فرص هذا النموذج الاقتصادي القائم على الصادرات.
ويتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة 10 في المئة في الربع الثاني، وهو معدل لم يُعرف له مثيل في التاريخ الحديث، وفقاً للتوقعات المشتركة للمعاهد الاقتصادية الرئيسية التي نُشرت الأسبوع الماضي.
وتأثرت بشكل خاص بالأزمة، صناعة التصدير، ركيزة الاقتصاد الألماني، بسبب تباطؤ التجارة الدولية بشكل كبير.
وتعاني في هذا القطاع بشكل خاص صناعة السيارات التي تشهد أسوأ انخفاض لها منذ ما يقرب من 30 عاماً والتي تهدد، وفقاً لرئيس شركة “بي إم دبليو”، حتى وجود مجموعات كبيرة في القطاع.
وانخفض إنتاج الشركات المصنعة الألمانية عموماً في مارس (آذار) بنسبة 37 في المئة بينما انخفض الطلب المحلي بنسبة 30 في المئة، وفقاً لاتحاد الشركات الألمانية.
ولمواجهة الأزمة، تبنت برلين خطة بمئات المليارات من اليورو بما في ذلك خطة لتقديم ضمانات عامة للقروض ومساعدات مباشرة للشركات وخصوصاً للشركات الصغيرة والمتوسطة.