الحدث بريس:يحي خرباش.
في زمننا هذا أصبح بعض السياسيين أكثر شهرة ليس بما يقدمونه من أعمال بل هم أكثر شهرة بكثرة الكذب على الساكنة وتقديم الوعود الفارغة لها ،ومن حسن حظ هؤلاء لديهم جمهور عريض يتابع هذه الأكاذيب دون كل أو مل ، سياسيون يحلفون اليمين في كل شيء وعن أي شيء حتى باتوا من أشهر رواد الكذب على الاطلاق ،في إحدى المقاطعات الواقعة شمال بريطانيا تقام سنويا بمقاطعة كمبريا مسابقة في الكذب يعود تاريخها الى 200 سنة حيث يستوجب على المتسابقين تقديم أكثر كذبة إقناعا لحكام العالم.
وقد سبق لجون كرمب البريطاني الأصل أن فاز بلقب أكثر الاشخاص كذبا في العالم حيث حصل على هذا اللقب للمرة الثالثة على التوالي ونال جائزة ب25 جنيه إسترليني ،مناسبة هذا الكلام يأتي في وقت اختلطت فيه الأمور على بعض الساسة ببلدنا وبات الكذب من الأمور والاشياء التي يتقنونها ويتفننون في صياغة أساليبها حتى أنه لو أعيد تنظيم هذه المسابقة في بلدنا لفازوا بالمراتب الأولى ولنالوا أحسن الجوائز،ومما يثلج الصدر في هذا الباب ويجعلنا أكثر افتخارا أن جهة درعة تافلالت من الجهات التي تنعم بفاعلين سياسيين تاريخهم حافل بالكذب والوعود الكاذبة حتى أصبحت من الجهات الرائدة في إنتاج فاعلين سياسيين رائدين في الكذب ،هم ليسوا بخريجي معاهد كبرى أو سبق أن نالوا شواهد عليا ،وإنما ساعدهم في ذلك توفر البيئة الحاضنة التي وفرت جميع الظروف التي مكنتهم على مر السنوات من الظفر بمقاعد مهمة بالمجالس الجماعية والمؤسسات التشريعية ومؤخرا مجلس الجهة.
ليس غريبا إذن أن تمر 5 سنوات على تأسيس هذه المؤسسة التي حملت في طياتها مختلف الاطياف السياسية منهم من تفنن في أكل الوزيعة ومنهم من اختار القطيعة والباقي استمر في اللعب على الحبلين ينتظر ضربة الحظ، وأكيد أن خيوط اللعبة المتحكم فيها من طرف قائد الفرقة ومعرفته الجيدة باللعبة السياسية بالجهة وتحكمه في العصب المالي للمجلس لم تترك أي فرصة لهؤلاء طيلة الأربع سنوات من عمر المجلس من تغيير قواعد اللعبة بسب الثقة الزائدة بالوعود الكاذبة التي استهلكت زمنا مهما من عمر المجلس، وظلت الساكنة تتابع حلقات من مسلسل الكذب الذي قد ينتهي أو لا ينتهي .
وبينما يسير المجلس في عطالة وشلل تام بعد فقدان ربان السفينة السيطرة عليه، يظل المجلس يستنزف مبالغ مالية كبيرة دون تقديم أي خدمة للمواطن المتشبب بالأمل المفقود، وتستمر ماكينة القائد في إنتاج الكذب والتسويق له عبر الفضاء الأزرق وعلى المواقع الالكترونية ببلاغات كاذبة تحمل في طياتها أرقام ومبالغ مالية لا أثر لها في أي ميزانية ،أما الساكنة فستستمر في معاناتها من قساوة الظروف الجغرافية والطبيعية كلما أتت الوديان والثلوج على عزل الدواوير السكنية وتشل حركتها بصفة نهائية ،أوتصارع الامل في البقاء من لدغة عقرب أو أفعى قد تنهي حياة طفل بريء لا ذنب له سوى أنه صدق فعلا أن من يؤدي اليمين هو من الصادقين.
بقدر تنوع الكذب بقدر ما يلفت الكذب اهتمام الفاعل السياسي ويصبح لغة التواصل في الخطاب السياسي ، مجلس جهة درعة تافلالت نموذج لهذا الوصف ومحطات كثيرة يصعب علينا ذكرها جميعا في هذا الباب من كذبة إنجاز مشروع واحة الانوار إلى اقتناء طائرة بالجهة مرورا بتعميم تدريس اللغة الإنجليزية بكل أقاليم الجهة عن طريق تثبيت الاكشاك إلى دعم البحث العلمي بالملايير والقائمة تطول ومن حسن الحظ أنها ليست كذبة أبريل ، فكم من الجوائز يستحق هذا الرئيس في نظركم يا ترى؟