الحدث بريس:يحي خرباش.
لا زالت ماكينة ترويج الحقائق المغلوطة لرئيس مجلس جهة درعة تافلالت تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يثير الكثير من السخرية والاستغراب والتي تتزامن مع جائحة كورونا التي كان من تداعياتها تفاقم الوضعية الاقتصادية للمغرب ، فبينما قرر رؤساء المجالس الجهوية الاخرى بالمغرب الانخراط بشكل فوري في هاته الازمة والمساهمة في الصندوق المخصص لمواجهة اثار هذه الجائحة برصد مبالغ مالية مهمة فيه ،اختار رئيس مجلس جهة درعة تافلالت المساهمة بنقاشات بيزنطية لا تغني ولا تسمن من جوع بعيدا عن المواضيع الحقيقة المرتبطة بقضايا ساكنة الجهة الراهنة .
فرئيس المجلس يفضل الحديث عن ما بعد كورونا بتصورات متناقضة غير ابه ب5 سنوات قضاها على رأس المجلس بحصيلة جد محتشمة لا ترق إلى طموحات الساكنة ومع ذلك تحدوه الرغبة في الاستمرار في إنتاج التفاهة وتضليل الرأي العام بمشاريع لا وجود لها إلا على الورق ، وتزامنا مع هذه الجائحة التي كشفت الكثير من الاعطاب في السياسة العمومية بصفة عامة ،استمر الشوباني في ترويج الكذب في الفضاء الأزرق مصرا على مواصلة المعركة والاستفادة من حالة البلوكاج التي يعيشها مجلس الجهة رغبة في الحصول على فرص لتسوية الأوضاع بشكل يسمح له إعادة ترتيب أوراقه والعودة ومن تم العودة إلى نقطة البداية.
إن كان للجهة نصيب من أزمة كورونا فذلك لم يثن المغرب من المضي قدما في مواجهة اثار هذه الجائحة مسخرا كل الإمكانيات المادية والبشرية لها حيث طفت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي اختراعات علمية تحمل بصمات مهندسين شباب مغاربة في المجال الصحي أثبتوا عن مكانتهم في مجال البحث العلمي ،إذ لم تجد الدول الرائدة في هذا المجال من منحهم شرف الاشراف على الابحاث الجارية في تطوير اللقاحات المضادة لهذا الفيروس بعيدا عن السياسة وضجيج السياسيين ،أما مجلس الجهة فسيظل من أشهر المجالس بالمغرب التي اجتمعت فيه كل المتناقضات ،مجلس تحول إلى حلبة لتفجير كل أنواع المكبوتات السياسية أوقعت البعض منهم في أخطاء غير محسوبة العواقب كسرت كل القيم الأخلاقية وذهبت إلى حد تبخيس مؤسسة الجهة وتحقير كل دوراتها ،أما الرئيس فسيظل دائم الترحال عبر صفحات المواقع الالكترونية للترويج لخيبته والتسويق لحصيلة كارثية دامت 5 سنوات بالتمام والكمال وكأن بالرجل يرغب في إعادة الامجاد على طريقة ألونسو كيخانو الملقب بدون كيشوت هذا الرجل الذي فقد صوابه وخلط بين الواقع والاوهام بسبب هوسه الكبير بالفروسية وإستعادة مجده فعاش أحداثا عجيبة ،إلا أن أشهرها طرافة وسخرية هو صراعه مع طواحين الهواء التي توهم أنها شياطين لها أذرع كبيرة تقوم بنشر الشر، فقام الدون كيشوت بمهاجمة هذه الطواحين وغرس فيها رمحه لكن العجيب أنه علق بها فرفعته إلى الهواء عاليا ثم طوحت به أرضا فرضت عظامه وعلى هذا الحال ما كان الدون يفلت من خطر إلا ويقع في اخر، فالأوهام قد تخدع صاحبها بينما التواضع يحطم الغرور.
وبينما تحاول بعض المعاهد والمؤسسات الجامعية الانخراط في الأبحاث العلمية وتطويرالتقنيات في القطاع الصحي لازال رئيس مجلس الجهة معتكفا على تسويق الوهم والاكاذيب ما دام أن هناك من يصدق هذه الأكاذيب ، وسيستمر نفس المشهد السياسي بالمجلس بقيادة معارضة مكتوفة الايدي ورئيس متشبث بالكرسي ولو طارت معزة ،فماذا ستجني ساكنة الجهة من كل هذا وذاك وماذا استفادت من الخطابات والاكاذيب والتطاحن السياسي المستمر حتى في ظل الازمة التي يمر بها المغرب خطابات تحولت إلى سلعة يتم تسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي منحصرة في أربع ملفات محسوبة على رؤوس الأصابع كما يصرح الرئيس بعظمة لسانه ،فهل الملايير التي في حوزة المجلس تختصر فقط في عملية توزيع الدعم على الجمعيات الموالية لحزبه ،وتوزيع الصفقات على البقية من أتباعه ومريديه أم ربما أن الشوباني يحتفظ بهذه المبالغ المالية للإفراج عن اكتشاف لقاح جائحة كورنا العصرية ؟والله أعلم.