الحدث بريس:متابعة.
لم يعد خافيا على أحد أن “سياسيي” العدالة والتنمية مصابون بالسكيزوفرينيا، أي انفصام الشخصية، فالمتتبع للشأن المغربي منذ 2011، عندما تولى العدالة والتنمية تسيير الشأن العام في المغرب، لاحظ الجميع هذا الانفصام البارز في تكوين نفسية ” سياسيي” هذا الحزب على طول ربوع المملكة.
ففي الوقت الذي ادعى فيه عبد الإله بنكيران أنه جاء ليحارب العفاريت والتماسيح من مفسدي الوطن، برز كأنه أكبر تمساح يأكل الأخضر واليابس، ليقلص من القدرة الشرائية للضعيف وينهك مردود المتقاعد، ليحظى هو شخصيا بأكبر تقاعد عرفه رؤساء الحكومات في الشرق والغرب من هذا العالم.
وفي الوقت الذي يتظاهر جلهم بالدين والعفاف والبعد عن السقوط في الرذيلة، جاء كبيرهم في حركة ” التوحيد والإصلاح ” بما لم يأت به مراهقو عصرنا هذا. ولم ينفرد وحده بهذا الزنا البين، بل هناك من ظهر متبرجا بشوارع باريس وهو يراقص المطحنة الحمراء، ومنهم من ظهر في تلك الشوارع وهو يأخذ بيد من لم تكن يتيمة العقد في توفير المسد والدلك، بل أن بعضهم لم يتوان في طعن رفيقه من الخلف، متنكرا ( للنضال الحزبي) والرغيف المقتسم، ليطلقه من زوجه، ويعلن عشقه ثم ارتباطه بها.
وللأسف فإن سكيزوفرينيا هؤلاء ” السياسيين ” لم تسلم منها جهة درعة-تافيلالت، حيث سجلت بها عدة اختلالات في تبذير وتبديد المال العام في ما لم ينفع الجهة ولم يخرجها من دائرة الفقر، بل تقهقرت الوضعية بهذه الجهة خلال العقد الثاني من هذا القرن (2011-2021 ).
ففي الوقت الذي تتوالى فيه الفضائح المتعلقة بهذه الاختلالات المالية الشنيعة، يظل ” سياسيو ” العدالة والتنمية، لهم من الوقاحة، مما يسمح لهم بالتباكي ولوم السلطات الإدارية بحجمهم عن القيام بالتنمية.
فإن كانت السكيزوفرينيا المتعلقة بالنهي عن المنكر وإيتائه من صفات المنافقين الذين ليس لهم إلا الدرك الأسفل من النار، فإن انفصام شخصيتهم وظهورهم في هذه الظروف بمحاولة التمرد على السلطة كأنهم مصلحون قصت أجنحتهم للتحليق بالجهة في سماء التنمية والازدهار، ليس إلا محاولة يائسة وبئيسة لتغطية هذه الفضائح المتتالية، والتي جرت رئيس بلدية الريش إلى المحاكم بتهمة سرقة الحديد المعد للبناء، وأسقطت رئيس بلدية الجرف بحكم نهائي يقر بجريمة اختلاس أموال عمومية، ومثول رئيس الجهة، أي كبيرهم الذي علمهم السحر، واثنين من نوابه، أمام الشرطة القضائية المكلفة بالجرائم المالية. فلو كانت لهؤلاء الناس نزاهة فكرية وسياسية لبادروا إلى تقديم استقالتهم، ولكن يبدو أن مهنة السرقة والتحايل باسم الدين، جعلهم يتشبثون بكراس واهية، جلبت على جهة درعة- تافيلالت الجمود والكساد مقابل الملايير التي كدسها البعض من هؤلاء “السياسيين ” الذين باعوا للساكنة أوهاما لم ولن تتحقق. فهل سيتمادى هؤلاء في غيهم وخداعهم لست سنوات أخرى؟
ما هذا