الحدث بريس : متابعة
انخرطت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تثمين زيت شجر الأركان بإقليم كلميم لأهمية هذا المنتوج كرافعة للتنمية المحلية.
وقد برمجت على مستوى الإقليم، ومنذ سنوات، مشاريع مهمة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لا سيما ضمن المرحلة الثالثة (2019-2023) لتحسين دخل المشتغلين في هذا المجال، وإدماجهم في المحيط السوسيو – اقتصادي محليا وجهويا ووطنيا.
ومن المشاريع التي نفذذت في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة، مشروع خاص باقتناء تجهيزات لإعداد زيت الأركان، والمادة الأولية “أفياش” (ثمار الشجر اليابسة)، وتقوية قدرات سبع تعاونيات في إطار اتحاد تعاونيات “تودر نو اركان” الذي يتخد من دائرة بويزكارن مقرا له.
ويتعلق الأمر بتعاونيات “شمس” و”أمزال” و”بوحسون” ببويزكارن، و”نامونتين” بجماعة تيمولاي، و”البوراق” بجماعة تكانت، و”سيدي غانم” بجماعة القصابي، و”أجيك نو أركان” ببلدية كلميم.
ويروم المشروع، الذي بلغت تكلفته 621 ألف درهم، تثمين زيت الأركان ومشتقاته، وتعزيز معارف التعاونيات في مجال السلامة الصحية.
وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بولاية جهة كلميم واد نون، السيد محمد جماني، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية معنية ببرامج تثمين زيت الأركان، موضحا أن المبادرة تبحث، لا سيما في سياق المرحلة الثالثة، عن مشاريع يكون لها وقع كبير على الساكنة، عبر تنظيم التعاونيات، خاصة النسوية منها، في إطار تكتلات لتستفيد من تجهيزات حديثة تمكنها من تحسين جودة المنتوج وولوج السوق في ظروف جيدة.
وذكر المسؤول ذاته، بأن المبادرة انتقلت من مرحلة تأطير التعاونيات في مجال التقنيات والتنظيم والتسيير والتدبير المالي والممارسات الصحية السليمة إلى مرحلة إحداث وحدات تثمين منتوج زيت الأركان.
كما أبرز أنه بفضل جهود المبادرة وعدة متدخلين آخرين، اكتسبت النساء، بالخصوص، تجارب ومهارات في هذا المجال بعد انتظامهن خلال السنوات الأخيرة في إطار تعاونيات تعمل لإنتاج وتسويق هذا المنتوج.
وأشار السيد جماني إلى الإكراهات التي تواجه هذا القطاع، منها ضعف التجهيزات والفضاءات الملائمة وإكراهات السوق والمنافسة.
من جهتها، أكدت السيدة جليلة اعميرو، رئيسة اتحاد تعاونيات “تودر نو اركان”، الذي يضم حاليا 12 تعاونية نسوية (90 امرأة)، أن المبادرة قامت، إلى جانب متدخلين آخرين، بدور مهم في تطوير قطاع زيت الأركان وتجاوز الصعوبات التي كانت تعيق تطوره وتثمينه.
واعتبرت السيدة اعميرو، وهي أيضا رئيسة تعاونية “شمس”، أن مشروع تجهيز التعاونيات التابعة للاتحاد بمعدات متطورة “التفاتة هامة” اتجاه المرأة القروية بمنطقة بويزكارن المشهورة بإنتاج زيت الأركان، مضيفة أن المشروع أعطى “دفعة قوية” لهذه التعاونيات التي ساعدتها الآيات الحديثة في إنتاج كميات أكبر في وقت قصير.
وبعد أن أبرزت أهمية تجميع التعاونيات على غرار التكتلات في باقي السلاسل الفلاحية للاستفادة من مشاريع التسويق والتلفيف، دعت الى توسيع مجال التكوين ليشمل التقنيات الميدانية الخاصة بعملية تجميع المادة الأولية “أفياش” التي تتم بمناطق جبيلة وعرة.
ومع جائحة كورونا التي تأثرت بسببها قطاعات عدة، لا سيما في التسويق، دعت السيدة اعميرو الى استغلال هذه الأزمة وبناء وتجهيز وحدات لتثمين منتوج الأركان الذي يوفر دخلا قارا للنساء فضلا عن كونه عامل من عوامل الاستقرار.
ويشكل منتوج شجر الأركان بكلميم، مع هذا المشروع الطموح، ومبادرات أخرى مستقبلية ستقوم بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعدد من الشركاء، رافعة حقيقية للتنمية المحلية، خاصة أن شجر الأركان يمتد على مساحة 27 ألف و340 هكتار على مستوى إقليم كلميم.