الحدث بريس : متابعة
في ظل أزمة جائحة كورونا قدم الكثير من المؤلفين تحليلهم للوضع وقاموا برسم مسارات للمستقبل.
ودعا الكاتب والاقتصادي الفرنسي جاك أتالي، في مؤلف له سماه “اقتصاد الحياة” والذي يعتبر آخر إصداراته، إلى إعادة توجيه الصناعات نحو القطاعات الضرورية لحياة الإنسان (النظافة، التغذية، التعليم، المجال الرقمي..).
ويرى السيد أتالي، أن جائحة “كوفيد-19” لن تكون أول أو آخر أزمة صحية ستشهدها البشرية. ولهذا السبب، يحث الدول على “الاستعداد لما هو قادم”.
وقال المفكر الفرنسي الملقب بـ “الرجل الذي يهمس في آذان الرؤساء”، والذي ألف أزيد من 80 كتابا مترجما إلى 22 لغة، إلى ضرورة “الانتقال من اقتصاد البقاء إلى اقتصاد الحياة”، والذي يشمل جميع القطاعات التي تتمثل غايتها في الدفاع عن الحياة، والتي نلمس كل يوم أهميتها الحيوية.
كما أكد الكاتب والاقتصادي الفرنسي، جاك أتالي، أن المغرب بوسعه أن يكون شريكا مميزا للسيادة الاقتصادية الأوروبية. مسجلا ذلك في قدرته على الإنتاج الفلاحي والإنتاج المستقل للأدوية، وأجهزة التنفس الاصطناعي، والكمامات الواقية.
واشار الى أن “المغرب على وجه التحديد، تصرف بشكل جيد، على الرغم من أنه يعاني حاليا جراء الأزمة التي طالت السياحة، التي تعد أحد قطاعاته الاقتصادية الرئيسية”. لاسيما أن الازمة الحالية كشفت أن المملكة “لديها دور جديد لتلعبه”، عوض الصين أو في البلدان أقل قربا وموثوقية.
وأضاف قائلا: “لقد استوعب الأوروبيون جيدا بأن المغرب يعتبر شريكا مميزا”.
وفي معرض رده على سؤال حول الدروس المستخلصة من الأزمة الراهنة، أكد السيد أتالي أن البشرية عليها اليوم أن تستوعب أنه يتعين تكريس الجزء الأكبر من جهد الإنتاج الصناعي للحياة، ولرفاهية الإنسان.
وأوضح أن “الأزمة الراهنة أظهرت أن الناس أضحوا أقل رغبة في اقتناء قميص كل أسبوع، وتغيير السيارة كل عامين. هذا يحيل على تغييرات جارية”، مشيرا إلى أن “دور السياسيين يتمثل اليوم في تسريع هذه التغييرات، والعمل من أجل تركيز الاستثمارات على مهن اقتصاد الحياة من قبيل التعليم، والصحة، والتغذية، والنظافة، والمجال الرقمي، والتوزيع، والأمن، والثقافة، والديمقراطية، والطاقة النظيفة، وتدبير النفايات، والماء.