الحدث بريس : متابعة
نظمت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، ومؤسسة الملتقى بشراكة مع مؤسسة الجمال، النسخة الرابعة والعشرين من ليالي الوصال الرقمية، والتي يتم بثها مباشرة كل ليلة السبت 10 أكتوبر 2020، عبر الصفحة الرسمية لمؤسسة الملتقى بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” ابتداء من الساعة التاسعة ليلًا.
ساهم في تأثيث فقرات هذا السمر الروحي، ثلة من العلماء والمثقفين والمسمعين، مع عرض شهادات حية لمريدي الطريقة من داخل المغرب وخارجه، ويتعلق الأمر بالسيدة عائشة والسيد محمد الروحي من المغرب، والسيد بلال من فرنسا.
عرفت هذه الأمسية الروحية تخصيص فقرة لتأبين الراحل الدكتور العلامة أحمد الورايني، الرئيس السابق للمجلس العلمي المحلي بتازة، والذي عُرف بسعة علمه وبأخلاقه الحميدة، مع تقديم العزاء لأسرة الفقيد باسم شيخ الطريقة وباسم سائر المريدين والمريدات.
وانطلق هذا السمر الروحي بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع المتابعين المقرئ المغربي سعيد مسلم من مدينة الدار البيضاء، لتتلوها المداخلة العلمية الأولى والتي قدم من خلالها فضيلة الدكتور عبد الرزاق التورابي، أستاذ التعليم العالي بالرباط، مختارات من كلام شيخ الطريقة القادرية البودشيشية فضيلة الدكتور مولاي جمال الدين قادري بودشيش، والتي تطرق من خلالها لفضل تحصيل العلم النافع والاستقامة، مذكرا بمقولة مولاي جمال الدين “الهدف من هذه الصحبة تحصيل الاستقامة”ـ
المداخلة العلمية الثانية جاءت بعنوان “التصوف دعوة للاستقامة”، تشرف بإلقائها فضيلة الدكتور محمد الدمناتي، المتخصص في العقيدة والفكر الإسلامي.
بعد ذلك ساهم الدكتور منير القادري بودشيش مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، بمداخلة علمية قيمة تحت عنوان “الكلمة الطيبة وثمارها في النفس والمجتمع”، ألقاها باللغتين العربية والفرنسية.
أما فقرة “رسائل مولاي عبد القادر الدرقاوي”، التي يشرف على تقديمها الأستاذ رشيد احميمز، أستاذ التعليم العالي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، خصصها للحديث عن موضوع “الحال” الذي ينتاب المريد أثناء الذكر والسماع.
بالإضافة الى فقرة جديدة أثثت فضاء الأمسية الرابعة والعشرين من ليالي الوصال، هي فقرة “المصطلح الصوفي” التي نشطها الدكتور مصطفى عزام، واختار لها كعنوان لهذه الحصة الأولى “إشارات اللسان إلى مذاقات العرفان””.
أما الحصة التحسيسية الخاصة بمرض كوفيد-19، فقد قدم من خلالها الدكتور عبد الجليل جناني، المتخصص في أمراض السرطان بطنجة، إرشادات وتوجيهات مهمة، وجب الحرص على تطبيقها للوقاية من هذا المرض في ظل غياب العلاج واللقاح.
وقد تخللت هذه الليلة الروحية وصلات رائقة وماتعة من السماع والمديح الصوفي لمنشدين متألقين من المغرب وخارجه، شنفوا مسامح المتابعين، ويتعلق الأمر بكل من حكيم خزران وعبد العزيز حياتي من المغرب، عادل العمراني من برشلونة، محي الدين من فرنسا، دون أن ننسى المشاركات المتميزة لكل من المجموعة الوطنية للمديح والسماع، المجموعة المحلية للسماع بزاوية مدينة أزمور وبرعمات الطريقة بمداغ.
واختتمت أطوار هذا السمر الروحي بفقرة “من كلام القوم”، خصصها الأستاذ إبراهيم بن المقدم لعرض مختارات من كلام الأمير مولاي عبد القادر الجزائري، استقاها من كتابه الغني عن التعريف “المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد”، تلاها بعد ذلك برفع الدعاء الصالح للبلاد ولملكها ولسائر المسلمين والبشرية جمعاء.