الحدث بريس _ مُتابعة
أظهرت معطيات جديدة، رواية مغايرة لما أوردته وسائل إعلام تابعة للبوليساريو، بشأن مقتل الداه البندير، أحد كبار قادة الجبهة الانفصالية، في غارة جوية الأربعاء الماضي.
وأكدت مجلة جون أفريك، نقلا عن “مصادر جيدة الاطلاع”، أن العملية التي قتل فيها البندير قد نفذتها القوات المسلحة الملكية، “بالرغم من رفض السلطات المغربية، مدنية وعسكرية، التعليق -رسميا- على ملابسات القضية”.
وفيما ادعت وكالة أنباء الجبهة، أن البندير قد قتل في غارة نفذتها طائرة مسيرة، أظهرت معطيات جون أفريك، أن البندير قتل في عملية استعملت فيها القوات المسلحة الملكية طائرة إف 16.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن عملية قتل البندير في غارة عسكرية، تعتبر العملية الأهم التي تستهدف كادرا كبيرا في جبهة البوليساريو، طوال 30 سنة الماضية.
وتأكد مقتل البندير من خلال مقطع فيديو، بث على مواقع التواصل الإجتماعي، يوم الثامن من أبريل، تقول المجلة، بعدما بلغت أنباء العملية إلى مخيمات الجبهة، ويظهر المقطع، وفقا للمصدر ذاته، أحد أبناء القتيل، رفقة 15 آخرين، وهم يعلنون وفاة البندير.
وكان البندير، وفقا للمجلة، حاضرا في رتل من السيارات الرباعية الدفع ومدرعات خفيفة، قبل أن يتم رصدهم من خلال طائرة مراقبة من طراز Harfang بدون طيار تابعة للقوات المسلحة الملكية، أثناء اقتراب الانفصاليين من الجدار الرملي العازل، قبل أن تستهدفهم غارة جوية، نفذت بطائرة F16، ليتم تدمير الهدف بالكامل، يقول المصدر ذاته.
وتعليقا على الموضوع، نقلت جون أفريك، عن مسؤول “مغربي رفيع” -لم تسمه- قوله: “لسنا في حالة حرب، لكن هناك خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها. هذه العملية تحذير: أي تدخل عدائي سوف يستدعي استجابة فورية منا”.
وكانت “الوكالة”، الناطقة باسم الجبهة الانفصالية، قد نقلت الأربعاء الماضي بيانا، جاء فيه: “استشهد قائد سلاح الدرك الوطني الشهيد الداه البندير، بميدان الشرف، حيث كان في مهمة عسكرية في منطقة روس إيرني بالتفاريتي”، ولم يوضح البيان ملابسات مقتل البندير، قبل أن تحذف الجبهة الانفصالية البيان من موقعها مساء الأربعاء، من دون أي تفسير.
وفي السياق ذاته، أكدت وكالة الأنباء الفرنسية مقتل البندير، وقالت إن “الداه البندير كان قد شارك لتوه في هجوم في منطقة بير حلو ضد الجدار”، ناقلة عن مسؤول في الجبهة الانفصالية قوله، إنه “بعد ساعات قليلة، وعلى بعد نحو مائة كيلومتر من موقع الهجوم على المغربيين، قتلت طائرة مسيرة قائد الدرك، في منطقة تيفاريتي”.
المغرب لم يعلن رسميا عن تنفيذ أي تدخل؛ إلا أن منتدى “فار-ماروك”، وهو صفحة غير رسمية للقوات المسلحة المغربية على موقع “فايسبوك”، قال إنه “بعد عملية استخباراتية، وعسكرية دقيقة، قامت القوات المسلحة الملكية برصد، وتتبع تحركات مشبوهة داخل المناطق العازلة لقياديين من البوليساريو، من بينهم زعيم التنظيم الإرهابي، ومجموعة من كبار معاونيه”.
وأضافت الصفحة، التي غالبا ما تتسم معلوماتها بالدقة، إنه تم “استهداف التحرك؛ ما أسفر عن مقتل عدة عناصر قيادية، من ضمنهم قائد ما يسمى بالدرك في التنظيم الإرهابي، ونجاة المدعو إبراهيم غالي”، الأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية.
يذكر أنه، منذ تنفيذ الجيش لعملية تحرير معبر الكركرات، أعلن المغرب أنه لن يتسامح مع أي تحرك على طول الجدار الرملي، وأكد أن تعليمات صارمة أعطيت لوحدات الجيش، للرد بقوة على أي استفزاز يتعرض له المغرب.
والتطورات الأخيرة، تأتي بعد يومين من حديث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن عرقلة، قال إن بعثة “المينورسو” في الصحراء تتعرض لها، أثناء مراقبتها لوقف إطلاق النار.