على الرغم من نفي بعض الخبراء في السابق لمسألة تغير لون الشعر كرد فعل للتعرض للضغط النفسي، قدم علماء بجامعة كولومبيا الأمريكية مؤخرا “أدلة إحصائية تربط الضغط النفسي بالشيب”، وفقا لموقع ساينس ديلي العلمي.
فبمشاركة 14 متطوعا، قام الباحثون بمتابعة التغيير في لون شعر كل متطوع ومعدل ما يتعرض له أسبوعيا من ضغط، ليلاحظ فريق البحث تحول الشعر الرمادي لدى بعض المتطوعين للونه الطبيعي بشكل تدريجي بالتزامن مع تراجع ما تعرضوا له من ضغط نفسي.
ويشرح الأستاذ المساعد للطب السلوكي في جامعة كولومبيا مارتن بيكارد أن الشعر أثناء وجوده في بوصيلاته تحت الجلد يكون عرضة للتأثر بحالتنا الجسدية والمزاجية وما يفرزه الجسم من هرمونات بدافع الضغط العصبي.
ويؤكد الباحث على أن فهم الآلية التي تسمح بالشعر الرمادي بالعودة لحالته الأولى “يمكن أن يثمر عن أدلة بشأن قابلية البشر للتقدم بالعمر بشكل عام، وكيفية التأثر بالضغط العصبي”.
ويرى بيكارد أن ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يضيف “أدلة متزايدة” على أن عملية التقدم في السن “ليست عملية بيولوجية ثابتة ولكن يمكن على الأقل في جزء منها أن تتوقف أو حتى عكسها بشكل مؤقت”، على حد تعبير الباحث.
وكان إحدى طلبة بيكارد والمشارك في الدراسة، أيلت روزينبرغ، قد نجح في تطوير طريقة لالتقاط صور تسجل أقرب التفاصيل لأجزاء من الشعر بهدف تحديد مقدار فقدان الصبغ (مقدار الشيب) فيها، إذ أن استخدام العين المجردة وحده لا يكفي لملاحظة اختلاف اللون “إلا لو كان التغير جذريا”. ويقول بيكارد: “نعتقد أن الشعر يحتاج للوصول لعتبة قبل أن يتحول للون الرمادي”. ففي منتصف العمر عندما يكون الشعر قريبا من تلك العتبة بسبب السن البيولوجي وعوامل أخرى، يقوم الضغط بالدفع لتجاوز العتبة ويتحول الشعر للون الرمادي”. ولكن يضيف بيكارد أن تراجع الضغط العصبي من على عاتق شخص يبلغ من العمر 70 عاما تحول شعره للرمادي بالفعل منذ سنوات، على سبيل المثال، ربما “لن يكون كاف للعودة إلى لونه الأصلي”.