حينما يتهم الأعداء الجبناء المغرب بالتجسس على دولٍ ورؤسائها، وعلى شخصيات عالمية وازنة من شتى بقاع العالم. فهذا لا يعني بحال من الأحوال أن شبهة التجسس تحيطه من كل جانب. أو أنها ثابتة في حقه؛ فالتهمة لا تستقيم بدون إقامة دليل. والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، وكل ما يعنيه الأمر. أن المغرب دخل من الباب العريض خانة الدول العظمى التي تُكال لها تهمة التجسس بين الفينة والأخرى.
إن البلد الذي، في ظل الأزمة العالمية التي أرهقت الدول العظمى فبالأحرى دول العالم الثالث، يقرر تعميم التغطية الصحية على جميع مواطنيه في غضون السنوات القليلة القادمة. ويؤثث ترسانته العسكرية بأحدث أنواع الأسلحة في ظل شح الموارد العالمية. ويرسل مئات الأطنان من المعدات الطبية، وأَسِرة الإنعاش الحديثة. وآلات التنفس الاصطناعي محلية الصنع لقرابة عشرين دولة إفريقية وآخرها تونس المنكوبة. في الوقت الذي تعاني فيه أمريكا من قلة الإمكانيات في هذا المجال. والأدهى من ذلك كله، أنه سيشرع في إنتاج لقاحات الأوبئة وعلى رأسها لقاح كوفيد 19. من الطبيعي أن يأتي يوم يتعرض فيه لتهم ثقيلة لا تتعرض لها إلا الدول التي تقود العالم، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر أهل الكرام المكارم.
لعبة عالمية خطيرة.
إن لعبة عالمية خطيرة تحاك على أعلى مستوى، ولا نعرف عن خيوطها إلا الشيء القليل، وربما لن تنكشف لنا إلا بعد مرور الأيام والسنين؛ ولكن الأكيد أن مغرب ما بعد جائحة كورونا مغربٌ جديد تماما، مغرب يقود القارة الإفريقية إن لم نقل عنه قلبها النابض؛ لذا علينا أن نكون واعين تمام الوعي، مؤسسات رسمية وغير رسمية، جماعات وأفرادا، بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا في ظل هذا الظرف الدقيق والمخاض العسير، الأشبه ما يكون من تخلص الفراشة من خيوط الحرير، وتمزيقها للشرنقة، وخروجها لأول مرة للعالم الفسيح؛ خصوصا وأن العظماء لا يروقهم أن يزاحمهم على تواجدهم في القمة بلد كالمغرب.
نظام التجسس بيغاسوس.
قد يبدو للوهلة الأولى أن هذه التهم الغليظة والباطلة، من لدن أعداء المملكة المغرضين، قد تنال من سمعة المغرب الذي أثبت، عند كل مناسبة سانحة، صفات الرزانة والحكمة واحترام العهود والمواثيق الدولية؛ إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماما؛ فمن جهة، تهمة التجسس من غير قيمة أو شأن؛ مادامت مجرد أوهام لا تسندها الحقائق، ومجرد تخمينات لا تدعمها البينات والدلائل؛ حتى أن إسرائيل نفسها نفت أن تكون قد زودت المملكة بنظام التجسس “بيغاسوس” محط الجدال، ومن جهة أخرى، فقد أخرجتْ بعض الثعابين من جحرها، فانكشف أمرهم وتعرت سوأتهم، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.