تعتبر واحة زيز من أكبر واحات إفريقيا، وتتميز عن غيرها بكثافة نخيلها الباسق، وتمورها المتميزة بتنوعها وجودتها العالية، ما يجعل منها ثروة طبيعية بامتياز.
وتمتد الواحة على مسافة أكثر من 150 كلمتر ما يجعل منها أطول واحة بإفريقيا، تمنح الزائر أو المسافر من وإلى مدينة الريصاني متعة واستمتاع بمناظرها البانورامية الوهاجة، ما يجعل منها وجهة الزوار من كل أنحاء المعمور.
وتعد واحة أوفوس جزء لا يتجزء من من واحة زيز، وتمتد على مسافة 25 كلم، من مجموعة قصور أولاد شاكر وأولاد عيسى، مرورا بالقصر الجديد ومركز أوفوس حتى قصور جماعة الرتب والتي يحدها قصر الدويرة المحاذي للطريق الرئيسية رقم 13 المؤدية إلى أرفود، والريصاني ومرزوكة المعروفة برمالها الذهبية الاستشفائية، التي يقصدها الزوار من كل أنحاء العالم.
وتتكون أوفوس من جماعتين ترابيتين(جماعة الرتب، وجماعة أوفوس)، وتدخل ضمن جهة درعة تافيلالت،”إقليم الرشيدية” إذ تبعد عنها ب- 40-كلم تتخللها قصور يسكنها كل مكونات المجتمع المغربي.
عرفت واحة أوفوس في السنوات الأخيرة حرائق متسلسلة أثرت بشكل سلبي على الساكنة وعلى مدخولها اليومي، خاصة أن قوت ساكنتها يعتمد أساسا على أشجار النخيل المعروفة بها الواحة وبجودة تمورها وتنوعها (المجهول، الفقوس، الخلط، بوسردون’بوسليخ..).
ابتدأ تاريخ الحرائق بهذه الواحة في 11 ماي 2017 بواحة (غابة) زاوية أملكيس وكان حريقا وُصف بالمهول، تلاه حريق واحة (‘غابة) الزاوية القديمة والبلاغمة، وسيدي علي اوكومي في 4 يونيو 2019، لتختتم المأساة بحريق مهول يوم 23 غشت 2021 بغابة القصر الجديد، وهي حرائق امتدت لمسافة أكثر من 12 كلم، وبالضبط من قصر الكارة حتى قصر أولاد شاكر مرورا طبعا بغابة القصر الجديد والذي أتت فيه النيران على أكثر من 250 الف نخلة وما يقارب 200 الف شجرة زيتون ناهيك عن أشجار أخرى مثمرة كشجر التين والرمان والعنب والقائمة طويلة.
أتت النيران على الأخضر واليابس في هذه القصور وتضررت الأغلبية الساحقة من ساكنتها وهناك من أصبح بلا مأوى ومنهم من فقد رزق أولاده ولجأ الكثير من أشباه الفلاحين الصغار إلى بيع أغنامهم في الأسواق بثمن بخس، واضطر شباب العائلات المتضررة إلى الهجرة إلى المدن بحثا عن عمل.
حرائق تنضاف إلى موسم جاف وساكنة تنتظر تدخل من هم معنيين بالعالم القروي وبالفلاح الصغير قصد المساعدة للخروج من الأزمة التي سببتها حرائق خارجة عن إرادة الجميع.