تناولت الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء انتخاب ليز تراس رئيسة للوزراء في بريطانيا خلفاً لبوريس جونسون، لتكون ثالث ”امرأة حديدية“ تتولى هذا المنصب بعد مارغريت تاتشر وتريزا ماي.
كما أبرزت صحف التطورات الأخيرة للمعارك بين روسيا وأوكرانيا، وسط مؤشرات على تحقيق القوات الأوكرانية بعض التقدم.
فيما ناقشت صحف أخرى الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تعيشها باكستان في أعقاب الفيضانات العارمة التي ضربت البلاد.
ليفة مارغريت تاتشر
وقالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية إن ”ليز تراس انتصرت بسهولة على منافسها ريشي سوناك، وأصبحت رئيسة للوزراء، حيث تواجه مهمة شاقة لإنقاذ الاقتصاد البريطاني“.
وأضافت في تقرير: ”ستبدأ ليز تراس سريعاً في العمل على حزمة تستمر لمدة عامين، لتخفيف وطأة أزمة الطاقة، وتصل قيمتها لـ100 مليار جنيه إسترليني.. من المقرر أن تلتقي ليز تراس الملكة إليزابيث في بالمورال، الثلاثاء، ثم تعود سريعاً إلى لندن، لإعلان حكومتها، والتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي تواجه بريطانيا“.
ومضت تقول: ”تسعى ليز تراس لوضع حد لأسعار الطاقة، حيث يرتفع متوسط فواتير الأسرة من ألفي جنيه إسترليني إلى أكثر من 3500 إسترليني في أكتوبر، في تدخل مكلف في السوق، كي يتم تجنب شقاء العائلات وانهيار الأعمال“.
وتابعت: ”ترغب ليز تراس أيضاً في إصلاح أسواق الطاقة، من أجل خفض الفواتير، ولإقناع شركات الطاقة النووية والطاقة المتجددة بإبرام عقود طوعاً لمدة 15 عاماً، وتثبيت الأسعار بمستوى أقل مما هي عليه الآن، ما سيؤدي لتحقيق أرباح ترتبط بأسعار الغاز المتضخمة إلى حد كبير“.
وأردفت: ”وعدت ليز تراس، البالغة من العمر 47 عاماً، والتي خدمت في مجلس الوزراء لمدة 8 سنوات، بأجندة يمينية للتخفيضات الضريبية، ممولة إلى حد كبير عن طريق الاقتراض، في محاولة لوقف انزلاق بريطانيا نحو ركود طويل“.
ورأت ”فاينانشال تايمز“ أن ”ليز تراس قدّمت نفسها على أنها وريثة مارغريت تاتشر، ووعدت بخفض الضرائب، والحدّ من القيود التنظيمية، وأنه من الخطأ النظر إلى السياسة الاقتصادية من منظور إعادة التوزيع“.
و“على صعيد السياسة الخارجية، فإن ليز تراس اتخذت موقفا متشددا من روسيا، وتعهدت بالوقوف في وجه بروكسل، بشأن ترتيبات التجارة في أيرلندا الشمالية، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي“، وفقا للصحيفة.
تقدّم أوكراني
قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية إن ”هناك مؤشرات على تحقيق القوات الأوكرانية بعض التقدّم وسط ارتباك أصاب الجيش الروسي، في هجوم مضاد تشنّه كييف في جنوب أوكرانيا“.
وأضافت في تقرير: ”قررت سلطات الاحتلال المدعومة من الكرملين في خيرسون جنوب اوكرانيا تأجيل الاستفتاء الذي كان مقرراً لضم المنطقة إلى روسيا، دون تحديد تاريخ لهذا الاستفتاء، ولكن كل شيء سوف يسير وفقاً لما هو مخطط له، بحسب بيانها“.
ومضت تقول: ”هذه البيانات المشوشة تشير إلى وجود ارتباك على الأرض بالنسبة للقوات الروسية، ومحاولتها لتعزيز سيطرتها على الأراض الأوكرانية التي احتلتها، عبر الاستفتاءات الاستفزازية، التي وصفتها أوكرانيا والغرب بأنها عار“.
وتابعت: ”على مدار أشهر، أجبرت السلطات الروسية الأوكرانيين على تبني أسلوب حياة روسي، واستبدال العملة بالروبل، وسلّمت لهم جوازات سفر روسية، إضافة إلى توجيه حركة المرور على الإنترنت عبر الخوادم الروسية“.
وأردفت: ”حذر مسؤولون أوكرانيون وغربيون من أن الاستفتاءات هي الخطوة التالية في خطة روسيا، على غرار النموذج الذي استخدمه الكرملين قبل ضم شبه جزيرة القرم رسمياً، إلا أن الارتباك ظهر وسط معركة أوكرانية معقدة لاستعادة الأراضي في الجنوب، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده نجحت في استعادة قريتين في إقليم خيرسون“.
واستطردت: ”يأتي ذلك في الوقت الذي حذّر فيه محللون عسكريون من أن المعركة ستكون طويلة، حيث كانت تصريحات زيلينسكي أول إشارات علنية للتقدم منذ الأسبوع الماضي، عندما بدأت أوكرانيا هجومها المضاد الأكثر طموحاً منذ طرد القوات الروسية من جميع أنحاء كييف ومدن أخرى في الشمال“.
معاناة باكستان
وقالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إن ”الباكستانيين يشكون من أنه لا أحد يهتم بهم، وهم يكافحون للنجاة من الفيضانات المدمرة التي ضربت الدولة مؤخراً“.
وأضافت في تقرير: ”أدت الفيضانات الكارثية، التي أسفرت عن مصرع أكثر من 1300 شخص في باكستان، إلى إجبار الملايين على ترك منازلهم، ما أضر بجهود الإغاثة الحكومية. الآلاف يقيمون في المخيمات على طول الطرق في خيام مؤقتة، بينما لجأ آخرون إلى مبان مهجورة، وبالنسبة لأولئك الذين تمكنوا من الوصول إلى مخيم للنازحين، فهناك نقص كبير في المساعدات“.
ومضت تقول: ”بالنسبة للكثيرين ممن يعيشون على جانبي الطرق، فإن الخيام ليست سوى لوح بلاستيكي واحد مثبت بواسطة أعمدة خشبية رفيعة، تم بناء ملاجئ أخرى بقطعة قماش معلقة بين أغصان مقطوعة من الأشجار القريبة، وأنقذت الأسر المحظوظة معدات الزراعة والماشية من الفيضانات، بما يكفي للسير والبحث عن مكان آمن في الحقول، لكن كثيرين كانوا قادرين على إحضار ما يمكنهم حمله فقط، ويتمثل في عدد قليل من البطانيات والملابس وأواني الماء المغلي“.
ونقلت عن مواطن أفغاني متضرر من الفيضانات المدمرة قوله: ”بعض الناس يحضرون لنا الطعام مرتين يومياً، ولكن لم يزرنا أحد من الحكومة على الإطلاق“.
وتابعت: ”هناك غضب عارم متصاعد في أنحاء باكستان، بسبب بطء جهود الإغاثة التي تبذلها الحكومة. ويقول المسؤولون الباكستانيون إن حجم الأزمة أعاقهم: فقد تضرر حوالي 33 مليون شخص، ودُمر أكثر من نصف مليون منزل، لا تزال مئات القرى تحت الماء“.
وأردفت: ”تحذّر منظمات الإغاثة من احتمال استمرار الأزمة الإنسانية لأسابيع أو أكثر، ويمكن أن تستمر لأشهر، ويتعين على الحكومة تسريع جهودها لإنقاذ الناس من موجة البرد المقبلة خلال الشتاء“.