وتميزت هذه الدورة، التي حضر أشغالها 16 وكالة عضو في الرابطة، من أصل 19، إلى جانب حضور ممثلين عن عدد من الوكالات التي تحظي بوضعية عضو ملاحظ في الرابطة، بتسلم المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، رئاسة الرابطة من المدير العام للوكالة التيلغرافية الألبانية (أطا)، السيد جيزيم بودكوريكا.
وفي كلمة له بالمناسبة، سجل السيد الهاشمي الإدريسي المساهمة المهمة للوكالات الأعضاء في هذا الملتقى، معربا عن اعتزازه بالثقة التي وضعت فيه من طرف المدراء العامين للوكالات للمرة الثانية للنهوض بهذه المهمة، وذلك في الوقت الذي راكمت فيه الرابطة، خلال 26 عاما من تواجدها، رصيدا من النضج والدينامية والفعالية الجماعية لأعضائها.
وأكد السيد الهاشمي الإدريسي أن فترة رئاسته الجديدة سوف تكرس لإطلاق المبادرات المهنية الضرورية التي تصب في اتجاه تقوية الوحدة والتضامن وتحقيق المكتسبات الجماعية لفائدة الرابطة، داعيا إلى ضرورة جعل الهيئة فضاء للنقاش والتشاور والابتكار من أجل الدفاع عن الأفكار والقيم المشتركة التي تتقاسمها المنطقة المتوسطية.
وأضاف أنه في هذا الوقت المطبوع بالانقسام وانعدام الاستقرار، فإن رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط بقيت واحدة من الملتقيات النادرة في المنطقة المتوسطية التي تتمتع بإمكانيات الدفاع عن أفكار وقيم الاختلاف والتعددية والمناصفة وحقوق الإنسان، والتي دعا السيد الهاشمي الإدريسي أعضاء الرابطة إلى ضرورة التكفل بالدفاع عنها باعتبارهم يشكلون قوة تأثيرية وصناع رأي.
وذكر، في هذا السياق، بأن المغرب، الذي يحتضن اجتماع رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط للمرة الثالثة، بعد اجتماع مراكش سنة 1995، واجتماع طنجة سنة 2011، يعتبر بلدا متشبعا بهذه القيم المترجمة للتعددية والتنوع والسلم والتسامح، وكلها قيم ضرورية في الوقت الراهن لمواجهة الأزمات التي يعاني منها هذا الجزء من العالم، ومن ضمنها أزمة الهجرة.
وأضاف المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الدفاع عن صورة خلاقة ومضيافة وذات مصير مشترك لحوض البحر الأبيض المتوسط تعتبر من المهام التي يمكن للرابطة أن تساهم فيها بشكل وازن، وذلك حتى يتسنى لهذه المنطقة أن تشكل فضاء للتقدم المشترك والتضامن، وليس مجالا للحروب و الصراعات.
وبخصوص الجانب المهني، أورد الرئيس الجديد لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط أهمية الاستمرار في إبراز الدور الأساسي الذي تضطلع به وكالات الأنباء، مع بذل مساعي لدى السلطات العمومية من أجل مزيد من الدعم والمواكبة خاصة في شقها المالي.
وقد عرف انطلاق أشغال الدورة 26 للجمعية العمومية لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط تقديم التقريرين الأدبي والمالي للرابطة من طرف كاتبها العام، السيد جورجيوس بينانتاييكس، واللذين شكلا موضوع نقاش حول مجموعة من القضايا ذات صلة بالشق المهني وبالمبادرات المستقبلية الكفيلة بضمان مزيد من الحضور والإشعاع للرابطة.
كما تميزت أشغال هذه الدورة بإلقاء مداخلة للكاتب العام ل”الاتحاد من أجل المتوسط” السيد فتح الله السجلماسي والتي أكد من خلالها، على الخصوص، التزام الاتحاد بالرفع من مستوى الشراكة التي تجمعه بالرابطة وذلك بما يخدم مصلحة المنطقة المتوسطية.
وأضاف السيد السجلماسي، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه من طرف السيدة إيزابيل بارييس أثنار، المسؤولة عن الصحافة والتواصل داخل الاتحاد من أجل المتوسط، أن الإرادة القوية التي لدى الإتحاد تتمثل في مواصلة ومضاعفة المبادرات المشتركة مع الشركاء الأساسيين والمهمين من قبيل رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط، مع مواصلة العمل الجماعي من أجل تطوير الأجندة الخاصة بالنهوض بالحوض المتوسطي.
وقد قررت الجمعية العمومية 26 لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط عقد دورتها برسم سنة 2018 في اليونان، وفي الجزائر سنة 2019.
و م ع.
الحدث بريس.