كشفت مجلة “دايلي ساينس” أن فريقا بحثيا دوليا من مختلف الجامعات، توصل إلى اكتشافات في موقع أحافير “تايشوت” الجديد، ضمن موقع “فزواطة” ضواحي إقليم زاكورة، تتعلّق بنوع من “مفصليات الأرجل”، وهي نوع من الحيوانات أو الحشرات الشبيهة بالروبيان والعناكب، لكن بأحجام عملاقة.
ووفق مجلة “دايلي ساينس” التي نشرت ورقة تعريفية حول هذه الاكتشافات، فان هذه المفصليات العملاقة كانت تهيمن على البحار منذ 470 مليون سنة، مشيرة إلى أن موقع تايشوت، وهو عبارة عن صحراء، كان في الأصل تحت سطح البحر.
وأبرزت المجلة أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحليل هذه الأجزاء التي تم العثور عليها، لكنه استنادًا إلى العينات التي تم فحصها سابقًا يمكن أن يصل طول هذه المفصليات إلى مترين.
واعتبر الفريق البحثي أن موقع “تايشوت”، بالنظر إلى هذه الاكتشافات، يفتح آفاقًا جديدة للبحث في علم الأحافير والبيئة، مشيراً إلى أن سِجِل الحفريات الخاص به مختلف تماماً عن المواقع الأخرى التي تمت دراستها مسبقاً ضمن موقع “فزواطة” الأوسع نطاقاً.
وفي هذا السياق، قال الدكتور فريد صالح، من جامعتي لوزان السويسرية ويوننان الصينية، إن “هذا الموقع يضم كل شيء جديد بالنسبة إلى علم الترسبات، وعلم الأحافير، وطرق الحفاظ على الأحافير، ما يبرز أهمية وحيوية موقع فزواطة في استكمال فهمنا للحياة الماضية على الأرض”.
من جانبها قالت الدكتورة شياويا ما، من جامعة إكستر البريطانية وجامعة يوننان الصينية: “المفصليات العملاقة التي اكتشفناها لم يتم التعرف عليها بالكامل بعد، فقد ينتمي بعضها إلى الأنواع المكتشفة سابقًا من الكائنات الحية في فزواطة، بينما سيكون بعضها بالتأكيد نوعًا جديدًا”، وأضافت: “ومع ذلك فإن حجمها الكبير ونمط حياتها الحر يشير إلى أنها لعبت دورًا فريدًا في هذه النظم البيئية”.
وتم اختيار التشكيلات الجيولوجية لفزواطة، مؤخراً، كواحدة من أهم 100 موقع جيولوجي في جميع أنحاء العالم، نظرًا لأهميتها في فهم التطور خلال العصر الأوردوفيشي المبكر، أي منذ حوالي 470 مليون سنة.