قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته، الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2023، إن إسبانيا أصدرت قوانين بيئة جديدة تلزم شركات التبغ بتحمُّل تكلفة تنظيف ملايين أعقاب السجائر التي يتخلص منها المدخنون كل عام، على إن تدخل هذه القوانين حيز التنفيذ خلال أيام قليلة فقط.
هذه القوانين تأتي في إطار مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تقليل النفايات وزيادة إعادة التدوير. وتشمل حظراً على أدوات المائدة والأطباق البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وأعواد القطن، وأكواب البوليسترين والشفاطات البلاستيكية، وكذلك الحد من استخدام التغليف البلاستيكي للأطعمة.
ويتوافق القانون مع توجيهات الاتحاد الأوروبي التي تقيّد استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والتي تلزم المُلوِّثين بتنظيف الفوضى التي يتسببون فيها.
أما الشركات المصنعة للسجائر فستُلزَم أيضاً بنُصح الجمهور بألا يتخلصوا من أعقاب السجائر في الأماكن العامة، لكن القانون لم يوضح كيف سيكون هذا التنظيف أو كم ستبلغ تكلفته.
لكن إحدى الدراسات الكتالونية قدّرت التكلفة بمبلغ يتراوح بين 12 و21 يورو لكل مواطن سنوياً، أي حوالي مليار يورو في المجمل.
في سياق متصل، يُتوقع أن شركات التبغ ستُحمِّل المستهلكين هذه التكلفة، وهذا يمنح المدخنين حافزاً جديداً للتوقف عن هذه العادة. ووفقاً لإحصاءات الحكومة العام الماضي، فحوالي 22% من الإسبان (16.4% نساء و23.3% رجال) يدخنون، مقارنة بمتوسط 18.4% في الاتحاد الأوروبي.
ورغم هذا العدد الكبير من المدخنين، وخاصة بين الشباب، يؤيد الرأي العام زيادة القيود على التدخين في الأماكن العامة. وتوصل استطلاع أجرته جمعية طب الأسرة إلى أن 85% يؤيدون زيادة القيود، و72% يؤيدون حظر التدخين في شرفات الحانات والمطاعم.
يُشار إلى أن أعقاب السجائر واحدة من أكثر أشكال القمامة انتشاراً وتستغرق حوالي 10 سنوات لتتحلل، وفي أثناء تحللها تنبعث منها مواد سامة مثل الزرنيخ والرصاص.
في حين أنه ووفقاً لمنظمة Ocean Conservancy غير الحكومية، فأعقاب السجائر هي الشكل الأكثر شيوعاً للتلوث البحري، حتى أكثر من الأكياس والزجاجات البلاستيكية، إذ يُلقى حوالي 5 مليارات منها في المحيط.
كذلك وحرصاً على الصحة العامة وتقليل عدد الأعقاب التي تلقى في البحر، أعلنت السلطات منع التدخين في حوالي 500 شاطئ إسباني. وفي عام 2022 حظرت برشلونة التدخين في جميع شواطئ المدينة العشرة.