كشفت صحيفة سويسرية في تقرير أنّ لديها وثائق تثبت تجسس قطر على المدعي العام السويسري السابق ميشائيل لاوبر والتنصت على لقائه السري مع رئيس الفيفا، وسط مخاوف من تجريدها استضافة كأس العالم 2022. وكانت قطر قد نفت الاتهامات.
وأفادت صحيفة “نويه تسوريشه تسايتونغ” السويسرية الناطقة بالألمانية اليوم الأحد (12 مارس/ آذار 2023) أن قطر تجسست على المدعي العام السويسري السابق وتنصتت على لقائه السري برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، في فترة تخوّفت فيها الدولة الخليجية من تجريدها من حقّ استضافة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.
وحسب الصحيفة قامت عملية استخباراتية بتكليف من قطر بالتنصت على اجتماع غير رسمي قبل ستة أعوام بين المدعي العام السويسري حينذاك ميشائيل لاوبر ورئيس “فيفا” جاني إنفانتينو، حسب الصحيفة السويسرية.
وقالت الصحيفة إن تحقيقها، الذي استغرق إكماله أشهرًا، كشف أن الاجتماع السري في العاصمة السويسرية برن في 16 حزيران/يونيو 2017، الذي كلّف لاوبر وظيفته بعدما كُشف عنه، سُجّل سرًّا بالنيابة عن الدولة الخليجية الثرية.
ونفت قطر هذه الادّعاءات، فيما قال محامي لاوبر للصحيفة إن موكله لم يكن على علم بالتجسس عليه ولم يتعرّض للابتزاز.
في تلك الفترة، كان مكتب لاوبر منخرطًا في التحقيق في اتهامات فساد واسعة النطاق في عالم كرة القدم، بما في ذلك مخالفات في قرار منح قطر استضافة مونديال 2022.
أُرغم لاوبر على التنحّي بعد الكشف عن عقده ثلاثة اجتماعات غير رسمية مع إنفانتينو، لا سيّما اجتماع العام 2017 الذي نفى حدوثه في البداية ثمّ بقي يؤكّد أنه لا يتذكّره. وعُقد الاجتماع في فندق “شفايتسرهوف” الفخم الذي يديره قطريّون منذ العام 2009، في غرفة اجتماعات تقع في نفس ممرّ يؤدي الى مكاتب السفارة القطرية، بحسب الصحيفة.
وأطلقت قطر عملية دولية لبسط تأثيرها، وسط مخاوفها من خسارة حقّها في استضافة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022 على خلفية ادّعاءات بالفساد وبانتهاكات حقوقية.
وبمساعدة عملاء سابقين من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، تجسست قطر على مسؤولين في فيفا وعلى لاوبر، بحسب الصحيفة السويسرية التي قالت إنها حصلت على “وثائق رسمية سرية تثبت عمل التجسس” في الفندق.
وقالت الصحيفة إن مصادر مطلعة مباشرة على الملف وصفت العملية، بشرط عدم الكشف عن هويتها، قائلة إنها تحمل الاسم الرمزي “مشروع ماترهورن”.
وأشارت المصادر إلى أن الهدف الرئيسي من التجسس كان جمع مواد إدانة يمكن استخدامها للضغط على المدعي العام.
ولفتت الصحيفة إلى أنه، مع حملة التنصت، كانت قطر تدرك أن المدعي العام السويسري قد قدم بيانات غير صحيحة إلى السلطة المشرفة عليه عندما أكد عدم عقد اجتماعات غير رسمية مع إنفانتينو بعد العام 2016.
ونوّهت الصحيفة إلى أن محامي لاوبر قال إن المدعي العام السابق ليس على علم بأي تنصت أو تسجيل لاجتماع شفايتسرهوف، ولم يتعرض قط للابتزاز أو للاتصال من قبل عملاء قطريين.