“احتفاء باليوم العالمي للغة العربية ” نظم مختبر العلوم الإنسانية والمعرفية والدراسات النصية مائدة مستديرة في موضوع ” فلسطين واللغة العربية : اللغة والتاريخ والأدب سياقات الانصات لنبض اللحظة في الجامعة ، تم ذلك بمدرج الندوات والمحاضرات برحاب الكلية المتعددة التخصصات يوم الاثنين 25 دجنبر 2023 .
جاء هذا اللقاء العلمي و الثقافي المرتبط باللغة العربية وقضاياها الأساسية على الساحة العربية وافقها ومكانتها العالمية في الحاضر ، ومستقبل الأجيال القادمة … متزامنا مع ما تشهده القضية الفلسطينية من تطورات خطيرة كقضية وجودية إنسانية ” أزهر” فيها الإنسان الفلسطيني _ رغم الدمار_ بوقوفه الفردي المستميت في وجه آلة لقتل والتشريد والتهجير والإبادة الجماعية التي تمارسها الحركة العنصرية الصهيونية التي خرجت بدعم ومباركة من القوى العظمى من رحم النازية وويلاتها وتشكلت عبر “وعد بلفور ” فنكلت وهجرت وقتلت وسجنت الأبرياء من المدنيين العزل سلفا و بغزة الصمود الآن ، ولقد طغت هذه القضية بحمولاتها السياسية والاجتماعية والنفسية منبهة الضمير الإنساني العالمي فكانت اللغة وآدابها العربية الإسلامية لردح من الزمن مجسدة و حاملة لهذا الواقع المؤلم الذي أرخى بظلاله الكئيبة على الإنسان العربي ، المسلم في كافة أرجاء العالم .
كان من المنطقي والحالة هذه أن تكون الكلمة للتاريخ إذ هو الذاكرة الجماعية للأمة والذي لا يمكن الاجهاز عليه أو محوه لرسوخ وجوده ، وحضوره ضد التحريف .. فكانت البداية بمداخلة للدكتور محمد امراني علوي استعرض من خلالها الجذور التاريخية للعلاقة المغربية الفلسطينية والتي جاءت محاورها تباعا لتكشف اعتمادا على الوثائق والخرائط التاريخية عن :
_ المكانة الدينية للقدس وفلسطين
_ وبداية تشكل القضية الفلسطينية
_ وعن فلسطين ومرحلة الانتداب البريطاني
“وعد بلفور”
‘إعلان قيام الدولة الصهيونية ”
_ القضية الفلسطينية بعد سنة 1948
_ القضية الفلسطينية ومسألة المقاومة
*في الخارج الفلسطيني
* في الداخل الفلسطيني
_ مؤتمر السلام والقضية الفلسطينية
_ إلى طوفان الأقصى وكشف حقيقة صفقة القرن
لتأتي بعد ذلك مداخلة الأستاذ عبد المجيد طلحة تحت عنوان “اللغة العربية وخطاب الانهاض” ركز فيها على مجاز اللغة وعلاقته بالخطاب السياسي وبين فيها دور المجاز في اللغة العربية وغيرها من اللغات وكيف وضف في جانبه الإيجابي من طرف الشعراء والآخر السلبي للعدو
هذا الأخير الذي زور ويزور الحقائق التاريخية في خطابه السياسي والإعلامي لتحقيق أهدافه المزعومة
كما بين صمود الإنسان الفلسطيني وهو يصوغ ملحمة المقاومة مركزا على دور الكلمة في التصدي للعدوان الصهيوني والكشف عن مخططاته الدنيئة. كما بين في كلمته دور الشعراء الفلسطينيين على الخصوص في المساهمة في بناء و تشكيل الوعي لدى الإنسان العربي والفلسطيني منهم سميح القاسم ومعين بسيسو والشاعر الكبير محمود درويش الذي كان يرشق العدو بكلماته القوية والتي تبرز السلطة السياسية للقول الشعري وأثره .
بعد ذلك أعطى السيد مسير اللقاء الأستاذ محمد السهول الكلمة للأستاذ عبد الكريم الدخيسي لتقديم مداخلته تحت عنوان : معركة الوعي وتشكيل الذاكرة ( حرب المصطلحات والمفاهيم في فلسطين ) أثار من خلالها مجموعة من القضايا المثيرة والتي تدخل في إطار تغيير و تحريف العدو للحقائق التاريخية على الأرض من خلال تسمية المدن والبلدات الفلسطينية بأسماء عبرية منبثقة من صميم الثقافة الأسطورية للصهيونية … مثال تغيير تسمية بلدة ،”تل الربيع ” الفلسطينية “بتلابيب” ومدينة عكا. بكلمة ” ،،”عكو” العبرية هادفا لمحو كل المعالم التي تؤكد الحق التاريخي لعروبة فلسطين ، بالإضافة لأمور أخرى تتعلق بتغيير المعالم التاريخية للتراث المادي للمناطق الفلسطينة .. وغيرها من الأمور التي أشار إليها الباحث كحرب وجودية وحضارية بين ثقافتين متضادتين ، لايتسع المجال لذكرها في هذا المقال .
بعده أتت مداخلة الاستاذ الغالي بن هشوم تحت عنوان ،”فلسطين في الأدب المغربي الحديث” ، جاءت قراءة وتحليلا لمجموعة من قصائد شعراء مغاربة ؛ كعبد السلام البقالي ، والشاعر الوديع الأسفي والمجاطي والشاعر عبد الكريم الطبال … كانت القدس وفلسطين ايقونتا هذا الابداع الشعري المغربي بكل ما تحمله من أشكال ومضامين الوعي والفكر والبنى الجمالية والفنية .
ثم أتت مداخلة الأستاذ لخلافة كريم تحت عنوان ” بلاغة الخطاب في شعر المقاومة الفلسطيني ” هذه المداخلة التي ركزت على اللغة البلاغية في الخطاب الشعري للشعراء الفلسطينيين ، دون أن تتسم تلك اللغة بالغموض حيال فهمها من لدن الجمهور العربي واثارتها لكوامنه كعربي مسلم ؛ ومخاطبتها لوجدانه , فكانت تلك الأشعار حقا محفزة ومحمسة له من أجل الدفاع والترافع عن القضية الفلسطينية العادلة ، كما استعرض الأستاذ مجموعة من القصائد منها قصيدة لمعين بسيسو الشاعر الفلسطيني الذي تنبأ بحدسه المرهف لما يقع اليوم من مآسي في فلسطين .
ختم اللقاء بمداخلة متميزة للأستاذة الشاعرة بشرى السعيدي تحت عنوان ” السرديات الصهيونية وتزييف الواقع ” تلك المداخلة التي كشفت فيها الباحثة عن المرتكزات الأسطورية والخرافية والتمثلات الصهيونية لنقاء العرق ، والحلم الموعود ، وانشاء والوطن القومي واكتماله ببناء الهيكل المزعوم واستعباد شعوب الأرض ، وهي أوهام يرددها لأبنائه بزرع كراهية الأمم الأخرى ضمن ثقافة منغلقة مقيتة منحطة ، لا تمت للعلم والمعرفة والحضارة الإنسانية الحاملة للقيم في شيء .