انتقد صيادلة المغرب انتشار بيع الأدوية عبر منصات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. أو كما يطلق عليها “صيدليات الفيسبوك”، لافتين إلى أن هذه الممارسات تضرب في العمق المكانة الاعتبارية لقطاع الصيدلة في المنظومة الصحية.
في هذا السياق، كشف حمزة كديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب. أن ظاهرة الاتجار في الأدوية عبر الانترنيت ترتبط بثلاثة عوامل رئيسية. أولها ضعف التغطية الصحية، والهشاشة الاقتصادية، والأمية، حيث يدفع هذا الوضع عددا من الأشخاص إلى اللجوء لتلك المسارات.
وأوضح كديرة أن المغرب يتحكم في مسار الأدوية الذي يحدده القانون من التصنيع إلى التوزيع إلى الصيدليات. وكل ما يخرج عن هذا المسار يعتبر غير صالح للاستعمال، مؤكدا على ضرورة انخراط الجميع لاسيما عبر نصوص قانونية صارمة وتحسيس الساكنة بخطورة هذه الظاهرة.
ووفقا لذات المتحدث، فإن الأدوية مواد يمكن أن تشكل خطرا إذا أسيء استعمالها ويمكن أن تكون وراء وقائع خطيرة جدا، حيث يؤطر القانون 04-17 بشكل دقيق بيع الأدوية ويقدم حماية فعلية ضد أي انحراف قد يمس بالأمن الصحي للمغاربة.
ومن جهة أخرى، حذر رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب من خطورة اقتناء المكملات الغذائية وآثارها الجانبية عند سوء استعمالها دون استشارة الصيدلي أو الطبيب المعالج، موضحا أن العديد من الأشخاص يقومون باقتناء بعض أنواع المكملات الغذائية خارج الصيدلية دون أخذ الجرعات المطلوبة بعين الاعتبار، مما يسبب العديد من الأضرار الجانبية على صحة المستهلكين.
ونبه المتحدث نفسه من خطورة تزوير الأدوية والمكملات الغذائية، حيث تظهر الإحصائيات أن “10 بالمائة من الأدوية الرائجة في العالم تأتي من المنتجات المزيفة”، وهو ما يحتم تدخلا مستعجلا لمكافحة هذه الظاهرة المضرة بالصحة العامة.
وخلص كديرة إلى أن الفضاء الأمثل لتوزيع الأدوية يبقى هو الصيدليات التي يتوفر المغرب على ما يقارب 12 ألفا منها، مضيفا أن المملكة بصدد بناء ورش اجتماعي تاريخي بمبادرة وتتبع من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الأمر الذي من شأنه أن يقي من مثل هذه الممارسات.