جرى، اليوم السبت في لقاء بالناظور، إطلاق مشروع “إنسجام الطفولة”، لدعم و حماية الأطفال اللاجئين و العابرين.
و يهدف هذا المشروع، الذي تشرف جمعية الجيل الجديد لمواكبة الطفولة و الشباب بالناظور، على تنفيذه بشراكة مع ولاية جهة الشرق، و مجلس جهة الشرق، و تمويل من وكالة التنمية الفرنسية، إلى خلق بيئة آمنة و داعمة للأطفال اللاجئين و العابرين، و كذا الأطفال المغاربة الذين يتشاركون معهم الفصول المختلطة.
و يتوخى المشرفون على هذه المبادرة، أيضا، المساهمة في رفع الوعي لدى مختلف الفاعلين المدنيين و المؤسساتيين، بشأن قضايا حماية الطفولة، في أفق تأسيس آلية للتفكير المشترك بين مختلف المتدخلين على المستوى الترابي في قضايا حماية الطفولة و الهجرة.
و أكد رئيس جمعية الجيل الجديد لمواكبة الطفولة و الشباب بالناظور، عبد الحميد بلقاسم، أن هذا المشروع، الذي يندرج في إطار تنزيل البرنامج الجهوي لمبادرات الفاعلين في مجال الهجرة، الذي ينفذه مكتب الخبرة الفرنسية (Expertise France)، يعد مبادرة مدنية تروم خلق بيئة آمنة و داعمة للأطفال اللاجئين و العابرين.
و يتعلق الأمر أيضا بالتركيز على التعايش الإجتماعي و الإدماج الإجتماعي، و ذلك عبر العمل على تحقيق الإلتقائية الترابية على مستوى إقليم الناظور، بين السياسة الإستراتيجية الوطنية للهجرة و اللجوء، و السياسة الوطنية المندمجة لحماية الطفولة.
و أضاف أن هذا المشروع، يأتي إستجابة للتحديات المتزايدة المتعلقة بحماية الأطفال و تدفقات الهجرة بالإقليم الذي يعد نقطة عبور لعدد هام من المهاجرين بما في ذلك الأطفال في وضعية هشة، و هو ما يستوجب التعامل معهم بإهتمام خاص، و مقاربات متعددة الأبعاد، للإحاطة بإشكالياتهم، و إبداع حلول مبتكرة و منسجمة مع السياسات العمومية في مجالي الهجرة و اللجوء، و كذا حماية الطفولة.
و أبرز رئيس الجمعية، أن هذه المبادرة تعتمد على التعاون الوثيق مع الشركاء المحليين و الدوليين، لتلبية الإحتياجات الخاصة للأطفال مع تعزيز إندماجهم في المجتمع المغربي.
و من جهتها، أشارت نائبة رئيس مجلس جهة الشرق، مينة عطيف، إلى أن هذا المشروع يأتي للمساهمة في دعم الجهود المبذولة لإدماج المهاجرين في مسار التنمية بالمغرب، بشكل يخدم إستراتيجية و مصلحة الوطن، و يساهم في الإستقرار الإجتماعي، و النمو الإقتصادي لهذه الشريحة من المجتمع.
و أضافت أن مجلس الجهة يسعى بكل جدية إلى بلورة رؤية متكاملة و إستشرافية تراعى فيها جميع الأبعاد للإستجابة بشكل ناجع لمتطلبات المهاجرين، و إنتظاراتهم، و تطلعاتهم، لاسيما أن الجهة تضم عددا مهما من المهاجرين ذوي كفاءات عالية في تخصصات كثيرة كالعلوم الدقيقة، و العلوم الإنسانية و الإجتماعية و الإقتصادية، و كذا تكنولوجيا الإعلام و الإتصال، إضافة إلى قطاعات أخرى، و هو ما يستوجب العمل على الإستفادة من هذه الكفاءات بشكل يخدم الجهة و الوطن.
و تميز حفل إطلاق مشروع “إنسجام الطفولة”، الذي حضره عدد من المتدخلين المؤسساتيين، و فعاليات المجتمع المدني، بتقديم نبذة عن الجمعية، و أهدافها، و هياكلها، و آليات إشتغالها، فضلا عن تقديم شواهد و دروع تذكارية على بعض شركائها.