أعلنت وكالة الطاقة الدولية عن خفض حاد لتوقعاتها بشأن نمو الطلب العالمي على النفط خلال سنة 2025، وذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى وتزايد مؤشرات التباطؤ الاقتصادي في عدد من المناطق.
وكشفت الوكالة، في تقريرها الشهري الصادر اليوم، أن نمو الطلب على النفط سيبلغ 730 ألف برميل يومياً فقط خلال هذا العام، مقابل توقعات سابقة كانت تشير إلى ارتفاع بمقدار 1.03 مليون برميل يومياً. ويمثل هذا التعديل تراجعاً لافتاً يعكس تحولات عميقة في أنماط الاستهلاك العالمية وتزايد التأثيرات الجيوسياسية على حركة التجارة والطاقة.
ولم يقتصر التحفظ في التوقعات على سنة 2025، إذ توقعت الوكالة أن يشهد الطلب العالمي على النفط تباطؤاً أكبر في عام 2026، ما يطرح تساؤلات حول استدامة النمو في قطاع الطاقة التقليدية، خاصة في ظل تسارع الانتقال نحو الطاقات البديلة وتزايد الضغوط المناخية والتشريعية على الصناعات المعتمدة على الوقود الأحفوري.
ويأتي هذا التراجع في التوقعات في سياق عالمي مضطرب يتسم بتوتر العلاقات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، إضافة إلى بروز عوامل أخرى مثل تشديد السياسات النقدية وتذبذب سلاسل الإمداد، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الطلب الصناعي والنقل، أهم محركات استهلاك النفط.
ومن شأن هذه التوقعات أن تؤثر على استراتيجيات الدول المنتجة والمصدرة للنفط، كما قد تساهم في إعادة رسم خريطة الاستثمارات في قطاع الطاقة على المدى المتوسط، في وقت يشهد فيه العالم تحولات متسارعة نحو الطاقة النظيفة والاقتصادات منخفضة الانبعاثات.