الحدث بريس:متابعة.
وأكد المتدخلون خلال هذه الندوة التي نظمت حول موضوع “الحياة السياسية في المغرب على عهد جلالة الملك الحسن الثاني”، أن التناوب في ظل الملك الراحل طبعته خصوصية مغربية لذلك سمي ب”التناوب التوافقي” (من سنة 1998 إلى سنة 2002 )، إذ جعل دولة الحق والقانون مسألة تخضع للتوافق والتراضي، مشيرين إلى أنها كانت مرحلة تأسيسية شهدت تدابير هيكلية هيأت أرضية للحكامة والإصلاح وإنقاذ المغرب من “السكتة القلبية” كما كان يؤكد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني.
وسجلوا في هذا السياق أن عبقرية جلالة الملك الراحل الحسن الثاني مكنت من خلال هذه التجربة من إشاعة مناخ سياسي يوفر القدر الضروري من الثقة التي افتقرت لها الحياة السياسية المغربية لفترة طويلة، مبرزين أن الحسن الثاني عمل على بناء قواعد دستورية تستوعب البيعة كمؤسسة بحمولتها الدينية والتاريخية وتضمن امتداد ثقلها الرمزي والمادي، حيث اعتمد على مبدأ تقوية المؤسسة الملكية، وتعزيز سموها الدستوري، واتخذ مبدأ التدرج أساسا لتحقيق التوازن والتماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية.
واعتبروا أن تجربة المؤسسة الملكية برهنت في كل تحديث سياسي توافقي، على قوة وامتداد أطروحة الملك الراحل الحسن الثاني، مبرزين أن التوازن ظل قائما بالمغرب ومحتكما لفعل الزمن بالرغم من الأزمات التي شهدها.
وأضافوا أن المغرب الراهن عاش هدر حزء كبير من الزمن السياسي نتيجة الصراع حول السلطة، كان على حساب بناء مشروع تحديثي مجتمعي تنموي، مبرزين أن البناء الحقوقي والمؤسساتي للدولة لم يتوقف رغم هذا التشنج.
وأشار المتدخلون إلى أن عهد الحسن الثاني تميز بخمس وثائق دستورية وإجراء جملة من الاستفتاءات والانتخابات، كانت الغاية منها الحفاظ على مكانة الملكية ودورها المركزي في الامتداد التاريخي للدولة المغربية.
وتجدر الاشارة إلى أن هذه الدورة من الجامعة، التي نظمتها وزارة الثقافة والاتصال يومي 24 و 25 نونبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع “الحياة السياسية في المغرب على عهد جلالة الملك الحسن الثاني”، ناقشت قضايا ومواضيع تؤرخ للحياة السياسية في المغرب في عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، كما تضمنت عرض شريط وثائقي حول “الملك الباني”، وتنظيم معرض حول “البعد الإفريقي للمغرب”، ومحاضرات شارك بها مؤرخون وباحثون ومختصون في التاريخ المعاصر.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للجامعة بحضور مؤرخ المملكة، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، السيد عبد الحق المريني، ووزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج، إلى جانب المنتخبين المحليين وأساتذة وباحثين وشخصيات مدنية وعسكرية.
وتعد جامعة مولاي علي الشريف ملتقى فكريا يجتمع فيه المؤرخون والأكاديميون والمختصون ورجال ونساء الثقافة والفكر من مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية ومعاهد البحث بالمملكة، يناقشون خلاله مختلف القضايا التي تكون موضوعات للدراسة والبحث أثناء كل دورة من دورات هذه الجامعة، وذلك في تفاعل مباشر مع عموم المهتمين وأبناء وسكان منطقة تافيلالت وزوارها.
لقد برهنت التجارب السياسية ، ان الإنجازات التي يكون الإنسان هو صلب اهتمامها هي التي تبقى خالدة على مر الزمن متحدية في شموخها وسموها كل نسيان ونكران