الحدث بريس.
ومن هذا المنطلق، يضيف صاحب الجلالة، فإن الجهة مدعوة اليوم، لتتحول إلى مجال ترابي يملك صلاحية تدبير الشؤون المتعلقة بمستقبله، في إطار الوحدة الترابية للمملكة.
وقال جلالته “لقد أردنا لجهات المغرب الاثنتي عشرة أن تؤسس لشكل جديد من النمو الاقتصادي : نمو شامل، تساهم فيه كل القطاعات العمومية والخاصة، مع التركيز على تقوية التماسك الوطني وتعزيز الولوج إلى الخدمات العمومية في مناطق تتمتع بمؤهلات تنموية واعدة”.
وأبرز صاحب الجلالة أنه “إذا كانت هناك جهة تجسد التنزيل الفعلي لمفهوم الجهوية، فهي هذه الجهة (الداخلة -وادي الذهب) الجميلة، التي تجتمعون فيها اليوم، لاسيما هنا في مدينة الداخلة : فقد شهدت تحولا عميقاً في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، شأنها في ذلك شأن باقي الأقاليم الجنوبية. وإننا لعازمون على المضي قدماً على هذا الدرب، حتى تستعيد الصحراء المغربية دورها التاريخي، بوصفها ملتقى طرق وصلة وصل بين مختلف أرجاء القارة”.
ولم يفوت جلالة الملك الفرصة للتأكيد على أن القارة الأفريقية لا يعوزها الطموح ولا الإرادة اللازمة لتحقيق التنمية المنشودة واستثمار الفرص التي تتيحها العولمة والاستفادة منها على النحو الأمثل، “بقدر ما هي في حاجة إلى بلورة أشكال تنظيمية جماعية جديدة لإدارة المجالات الترابية وتدبيرها. وذلكم هو المنطق الذي يحكم اختيارنا للجهوية المتقدمة محوراً لنموذجنا التنموي الاقتصادي”.
وكما تعلمون، يضيف صاحب الجلالة، فقد ظل المغرب وما يزال يؤكد التزامه بتقاسم تجربته في هذا المجال مع البلدان الإفريقية الشقيقة، سواء في إطار تنفيذ الاتفاقيات الثنائية مع شركائه، أو من خلال موقعه داخل منظمة “المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية” التي تحتضن الرباط مقرها.
وتعرف الدورة الرابعة لمنتدى (كرانس مونتانا)، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويستمر إلى غاية 20 مارس الجاري تحت شعار “إفريقيا والتعاون جنوب- جنوب”، مشاركة أزيد من ألف مشارك من مستوى رفيع، يمثلون أكثر من 100 دولة، إلى جانب ممثلين لأهم المنظمات الدولية والإقليمية.
وباستقبالها لهذا الحدث الدولي تعزز مدينة الداخلة جاذبيتها كوجهة متميزة لاحتضان أكبر التظاهرات الدولية، مكرسة بذلك الإشعاع الدولي لجوهرة الجنوب.
ويشارك في دورة هذه السنة، رؤساء دول وحكومات سابقون، ووزراء، ورؤساء برلمانات، وصناع قرار وبرلمانيون وخبراء دوليون من أجل مناقشة مستقبل إفريقيا، والتنمية المستدامة، والتعاون جنوب- جنوب، ومختلف التحديات التي تواجهها إفريقيا في زمن العولمة.