الحدث بريس:و م ع.
وبعد تحية العلم، تمت تلاوة الأمر اليومي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إلى الضباط وضباط الصف والجنود.
ومما جاء في الأمر اليومي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، “نحن جميعا واعون بما لهذا الحدث من رمزية ودلالة راسخة في الذاكرة التاريخية الوطنية، تجعلنا نستحضر من خلاله كل سنة بإجلال وإكبار، ذكرى صاحبي الجلالة الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما، اللذين كان لهما الفضل في مكرمة وضع اللبنة الأولى والأساس المتين للجيش المغربي عقب إحراز الاستقلال، ومواصلة مسيرة بناء وتطوير قدراته، ليكون الدرع الواقي والحصن المنيع من أجل الدفاع عن حوزة الوطن وحمى مقدساته”.
وأكد صاحب الجلالة أنه “سيرا على هذا النهج السليم ونبراسه القويم، وإيمانا من جلالتنا بضرورة مسايرة قواتنا المسلحة لمتطلبات العصر والمستجدات العلمية والعسكرية في مجالات الأمن والدفاع ومداركهما، حرصنا على تسخير كل الإمكانات اللازمة والموارد المادية والبشرية الضرورية للرفع من مستوى تجهيزاتكم العسكرية وصقل كفاءاتكم وقدراتكم المعرفية، وفق رؤية مندمجة ومتكاملة في بلورة خططها وغاياتها، حفاظا لجيشنا على وتيرة متنامية تدعم طاقاته البشرية وتضمن تحديث بنياته التحتية وتجهيزها بالمعدات والخدمات التقنية المطلوبة”.
ولبلوغ هذه المقاصد، يضيف جلالة الملك، “أصدرنا أوامرنا بإعداد وتنفيذ هذه المناهج والخطط، بالتركيز النوعي الذي ينشد ملاءمة برامج التكوين والتدريب في كافة مجالات الأمن والدفاع، ويراعي التكامل التام مع ما يوافق خصوصياتنا الوطنية وتقاليدنا العسكرية، وما تقتضيه مواجهة التحديات الراهنة من مستلزمات الكفاءة والتميز، لإعداد وتأهيل العنصر البشري، المتشبث بقيمه الوطنية والدينية الأصيلة، والمدرك لتاريخه العسكري العريق الحافل بالأمجاد والبطولات”.
وتم بهذه المناسبة، توشيح عدد من الضباط وضباط الصف والجنود بأوسمة ملكية.
وتميز الحفل، الذي ترأسه الجنرال دوكور دارمي عبد الفتاح الوراق المفتش العام للقوات المسلحة الملكية بتنظيم عرض عسكري شاركت فيه مختلف وحدات فوج المقر العام التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.
وتم تخليد الذكرى 62 لتأسيس القوات المسلحة الملكية على مستوى مختلف الحاميات العسكرية وثكنات ووحدات القوات المسلحة الملكية. كما تم الاحتفاء بهذه الذكرى على مستوى تشكيلات منطقة الجنوب وتجريدات القوات المسلحة الملكية المنتشرة في إطار مهام محددة.
ويشكل تخليد ذكرى تأسيس القوات المسلحة الملكية مناسبة لاستحضار أزيد من ستة عقود من المهام النبيلة التي تضطلع بها سواء في الدفاع عن الوطن والمساهمة في بناء المغرب الحديث في مرحلة ما بعد الاستقلال، أو المهام الإنسانية وعمليات حفظ السلام عبر العالم. كما يشكل هذا الاحتفال مناسبة للشعب المغربي قاطبة لاستحضار مدى تضحيات وبسالة هذه القوات وسهرها في الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية وخدمة مصالحه العليا، وفية لشعارها الخالد: “الله، الوطن، الملك”.
ومنذ تأسيس القوات المسلحة الملكية في 14 ماي 1956، انخرطت هذه القوات في مهام إنسانية خدمة للمواطنين في أوقات الأزمة، وكذا خدمة للشعوب عبر العالم، في ظروف الحرب والاضطرابات.