الحدث بريس:الصادق عمري.
قبل ان نبدأ الحديث عن الشأن العراقي .. وانت تعرف عزيزي القاريء المغربي صعوبة تناول هذا الموضوع الشائك ، لاتساع وترامي المجال الجغرافي العراقي ومتاخمته لبلدان لازالت أوضاعها السياسية في كف عفريت ولان كثرة المقاربات السياسية من مختلف المعاهد والمراكز وكما قيل ” عندما تتضارب الاراء تضيع الحقيقة ” ، الشيء الذي يجعل تقريب صورة مايحدث ويتفاعل في المجال السياسي الداخلي بالعراق، لا تتاتى إلا عبر الركون لوسائل الاتصال الدولية السمعية والبصرية ، ومنصات التواصل الإجتماعي .
ولذلك فإن تتبعنا ومتابعتنا للشأن العراقي لأول مرة عبر هذا المنبر الصاعد .. الذي يشق خطاه بصعوبة بالغة .. وبالتالي سوف تلتمس لنا العذر عزيزي القاريء المتصفح لموقعنا ، لاننا لن نتمكن من تقديمها( الصورة ( بالشكل الواقعي المطلوب بحيث تستطيع أن تحصل على الحقيقة في ذاتها لمعرفة مايحصل دون أن نتناول دول الجوار وتأثيرها المباشر والغير المباشر على مجريات الأحداث داخل العراق الشقيق . ولكن الجدة كل الجدة في طريقة وأسلوب تناول هذا الشأن. معلوم ان هذه البلاد المترامية الأطراف كان لها تاريخ مجيد وامجاد لمن يستهويه التاريخ والتراث ،وكانت لها حضارة بلغ صيتها حد السمع والبصر ..
كما كان لها تاريخ كبير مرير من الحروب والصراعات والمؤامرات ، والخيانات … والزعامات الدينية والطائفية والعشائرية .. كل هذا كان ولازال مع تغيرات طرأت لسنة التطور في الخلق والعمران …
كل هذا يجعلنا نقفز زمنيا للأمام، دون الحديث عن هذا التاريخ الطويل ولا عن خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي … ولا عن هارون الرشيد وحضارة بغداد ولا عن الفترات المشرقة والمظلمة … لأن الأقلام قد اشبعت هذه المواضيع تناولا بالوصف، بالدراسة الاكاديمية أحيانا وبالتحليل والنقد احيانا اخرى.
ولكن سنتجه مباشرة إلى الحديث عن الشق السياسي الراهن واعتمالاته ، بعد تواري نظام صدام البعثي ، وافول نجمه ودخوله الحتمي سراديب التاريخ بحسناته ، وزلاته ، وتلك سنة الله في الخلق والأمم .
بعد مرور سنوات من الاقتتال الطائفي و العشائري واحيانا بدوافع قبلية وعنصرية ، وأخرى بميولات دينية ، وقد تتخذ طابعا استحواديا تطغى عليه ميولات عولمية راسمالية ، محركة اقتصاديا ..
في ظل مخاض عسير ، وطريق ضبابي، وممرات متعرجة ضبابية ، ومهاوي سحيقة ، وعنف وحقد غير مبرر ومعانات يشيب لها الصغير قبل الكبير ، واستفحال اشكال السباب ،والشتم والقذف في الرموز وغير الرموز والتي لاتعرف حدود مساحتها ، بالمباشر وغير المباشر .. هل سيعرف العراق بعد الاعاصير المدمرة ، والمحن المتكررة الذي الم به البلاء الاجنبي ، والوباء الاقربي اللذين اتيا على الأخضر واليابس الهدوء واسترجاع العافية ؟
هل سيعرف الرشد، ورجوع الأمن والأمان بعد الخوف والفقد ، والضياع المستطير ؟
الآن في بحر هذا الاسبوع باشر العراق بمشاركة كل أطيافه السياسية وعبر محافظاته الشاسعة ، العملية الانتخابية البرلمانية والتي تعتبر أدنى مشاركة بعد سقوط نظام صدام حسين 2003 “حزب البعث العربي الاشتراكي.
بين حيدر العبادي رئيس الوزراء الحالي زعيم تيار ” الدعوة ” ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري ، وعمار الحكيم زعيم تيار الحكمة وهادي العامري رئيس قائمة “فتح” ورئيس منظمة ” بدر ” والمالكي وعلاوي وغيرهم من زعماء المحافظات العراقية الممثلين لمختلف الطوائف والمنظمات والتشكيلات السياسية المميزة للمشهد السياسي العراقي والمبلورة لتوجهاته برز إلى السطح في خضم هذا المحيط المتلاطم تحالف ” سائرون ” الذي يضم الحزب الشيوعي العراقي وقد احتل هذا التحالف المرتبة الأولى ب 54 مقعدا برلمانيا من أصل 329 مقعد كانت الصدارة فيه لزعيم التيار الصدري ” مقتدى الصدر ” وتحالف ” الفتح ” الذي يتزعمه هادي العامري ب 47 مقعدا واحتل ائتلاف ” النصر ” بزعامة حيدر العبادي المرتبة الثالثة في الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية العراقية . وبهذا يدخل تيار ” سائرون” كرقم صعب في المعادلة السياسية والذي اكد متصدره الذي يتمتع بشعبية أسرية متميزة في الأوساط العراقية والذي سيكون له التأثير البالغ في مسار تشكيل الحكومة الوطنية العراقية في قابل االايام … ” عبرت نتائج الانتخابات عن حسنات الديمقراطية ،ضد شمولية الحكم الأحادي وغياب تداول السلطة ” الشيء الذي كون لدى الفاعل السياسي العراقي قناعة بجدوى المشاركة في صنع القرار وصوابية الحراك المدني للشارع العراقي بعد ظلام دامس ومعانات قاسية … ووعي بنفوق أفق المشاريع التصفوية المؤججة للحقد والكراهية ومشاريع الصراع الطائفي والعنصري المدعمة والممولة من النظام الصفوي الإيراني او المشروع الأمريكي الهادفين معا إلى تقسيم وتقزيم هذا البلد الغني بثرواته ومقدراته الطبيعية وطاقاته البشرية .
وقد صرح مقتدى الصدر الفائز الأول في الانتخابات العراقية 2018، لمختلف التيارات ووسائل الاعلام ان الحكومة المقبلة ستكون لاشيعية، لا سنية، لا كردية ، ولا عربية لا قومية ، ولا طائفية بل حكومة عراقية تستمد قوتها وتماسكها من الشعب وإلى الشعب وزاد ولذلك سيودع العراق حقبة سوداء وداعا ابديا لا رجعة فيه .
فهل سيتحقق له هذا الحلم …؟ هذا ماسنعرفه عزيزي القاريء في قابل الايام بحول الله.
مقال أكثر من رائع يقرب القاريء المغربي من المشهد السياسي العراق بمختلف أطيافه في زمن كثرت فيه الفتن ، وتقاطر الدهماء من كل حدب وصوب لتسفيه الرموز والضرب تحت الحزام ، وتبخيس العمل السياسي ، والمدني وتلفيق التهم ، ونشر الإشاعات المغرضة والرساءل الالكترونية الكيدية للنيل من الشرفاء والمخلصين بدون سند قانوني او منطقي، ونشر الترهات والاضاليل مما أدى إلى اختلاط الحابل بالنابل ، والغث بالسمين ، انه انفتاح الشارع العربي على المجهول في ضل تقاعس المثقفين والعلماء الحقيقيين عن القيام بدورهم التنويري شكرا للصحفي المقتدر على هذا المقال الجميل