الحدث بريس:الصادق علوي.
قبل لقاء ” هلنسكي ” الذي جمع الرئيس الروسي فلادمير بوتين بنظيره الأمريكي نشرت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية حوارا مع الباحث في العلوم السياسية لدى مركز ” كارنيغي الروسي للدراسات ” أندريه كوليسنيكوف.
وقالت الصحيفة، في حوارها الذي ترجمته “عربي21 إن كوليسنيكوف يعتقد أن هذا اللقاء لن يغير كثيرا في العلاقات الأمريكية الروسية ولن يفضي إلى إيجاد حلول بشأن القضايا الدولية الساخنة على غرار الأزمة الأوكرانية والعقوبات الغربية على روسيا.
وأكد كوليسنيكوف أن “بوتين يتعامل مع ترامب ببراغماتية موجهة سياسيا، حيث يستفيد الرئيس الروسي من استفزاز نظيره الأمريكي للمعسكر الغربي.
وعموما، يعتبر بوتين ترامب “شخصا مجنونا ومجرد أحمق، لكنه في الوقت نفسه مفيد. ومن الملاحظ أن الرئيس الروسي يتعامل مع السياسيين المثيرين للجدل في كل من فرنسا والنمسا وإيطاليا والمجر بالطريقة نفسها وفي جانب آخر ، ومنذ أن تدخلت روسيا عسكريا في سوريا، يعتبر الروس أن بلادهم قد استرجعت مكانتها كقوة عالمية. وفي الوقت الراهن، يرى الشعب الروسي أن القوة الاقتصادية مرتبطة بالقوة السياسية” وما على الرئيس الروسي إلا أن يرتب أولوياته.
وفي سؤال للصحيفة حول ما يتطلع له من لقاء القمة بين بوتين وترامب، أجاب “كوليسنيكوف ” أنه “في صورة وجود تقدم فيما يتعلق بتخفيض العقوبات الغربية على روسيا وخاصة فيما يتعلق بنزع السلاح أو العملية العسكرية المشتركة في روسيا، فسيجد الكرملين موارد إضافية لزيادة المعاشات التقاعدية على سبيل المثال”
وأضاف الباحث في العلوم السياسية أن “الروس أصبحوا أكثر وعيا بحقيقة عزلة بلدهم الدولية. وفي الوقت الراهن، يتمتع بوتين بشعبية كبيرة نظرا لمواقفه المعادية للغرب”.
.. الشيء الذي يعطي انطباعا لدى صناع القرار السياسي ان الرئيس الأمريكي ترك فجوة مفتوحة للانتصار الروسي.
فدونالد ترامب في المحصلة غدا شخصية بهلوانية ، غير سوية على الاطلاق ، بوصف لباسه وتسريحة شعره وحركاته وتحليل جزء من خرجاته الإعلامية و تعاطيه مع القضايا الدولية ، وطريقة و كيفية تعامله مع دول الاتحاد الاروبي و نظرته الجاهلة لطبيعة العلاقة مع الدول الآسيوية المتقدمة اقتصاديا وصناعيا… ويبدو من خلال ما اودته الصحف العالمية ان الرئيس الأمريكي يعد من أسوأ الرؤساء الذين شهدتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالنظر لتصرفاته و لشطحاته المخجلة المخيبة للآمال الديمقراطيين والمحافظين من الساسة الأمريكيين على حد سواء ، وحتى من داخل المخابرات المركزية… وبالمرور إلى اللقاء الذي جمعه بنظيره الروسي بدا مرتبكا ، لايعرف من أين يبدأ مصرحا بأن أمريكا هي الأقوى عالميا ليجيبه فلادمير بوتين بابتسامة ساخرة ” ان من يملك الحزام الأسود في رياضة ” الجودو ” هو الأقوى عالميا ، أما جريدة ” الجارديان فقد عنونت إحدى المقالات واصفة الرئيس الأمريكي ” بالمارق” … يعني المنفلت الذي لايستقر على حالة .. وبهذا أصبح الأخير معضلة سياسية في وجه تصدير المباديء الديمقراطية وحقوق الإنسان والحضارة التي طالما تبجح بها الرؤساء المتعاقبون على حكم قارة اللصوص من رعاة البقر للعالم .. يبدو ان الرئيس خيب كل الطموحات والتطلعات لرجل السياسة والاقتصادي الأمريكي “المحنك “، كما كشف عن الوجه الحقيقي للامبريالية الرأسمالية الجشعة في السيطرة، والابتزاز ، واستبلاد رؤساء الدول والحكومات عربية كانت او غربية او آسيوية …وحتى الشعب الأمريكي الذي يحلم بالحصول على الرفاهية والوظائف لابد ان يدفع بمجرد كل إعلان عن ان ترامب سيخاطب الشعب الامريكي مباشرة وكأن الأمر يتعلق بحضور مبارة لكرة القدم ، او المصارعة … انه ترامب ” السنطيحة ” الخارج من رحم القارة التي لاتغيب عنها الشمس ، والتي قد تغيب عنها الشمس لأنها الآن تسير وبخطى سريعة نحو الانعزال والانكماش ، ومن ثم افول شمسها إلى الأبد ، فالحرب الاقتصادية الشرسة الصينية الأمريكية على الأبواب ، وزحف الدب الروسي الذي يريد استرجاع أمجاد الاتحاد السوفياتي ، وغضب الاتحاد الاروبي وعدم رضاه عن السياسة الأمريكية المستعلية التي أظهرها ترامب في لقائه مع رئيسة الوزراء البريطانية ورفض الاميرين لقاءه.
وسخط رئيسة وزراء ألمانيا من تصريحاته الحاقدة للتفوق الاقتصادي الغربي … كل ذلك ينذر بأن هذا الرئيس المثير للجدل أصبح حقيقة ،معضلة من المعضلات المستعصية وكارثة على السياسة والاقتصاد العالمي.
أما عن الاتفاقيات الدولية سواء النووية ، او البيئية …فالرئيس الأمريكي يرى في كل ذلك مضيعة للوقت والمال.