الحدث بريس:يحي خرباش.
يبدو ان اشكالية بناء النموذج التنموي بالجهة رهين بمدى استيعاب كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين لأهمية الصعوبات التي تنتظر صناع القرار الجهوي والتحديات الكبرى بمدى قدرتهم على تنزيل الجهوية على ارض الواقع.
لقد مرت ثلاث سنوات على انطلاق الجهة والنخب المحلية لا زالت رهينة خطاب تنموي ضيق ،ولم تستطع التخلص من الحسابات السياسية الضيقة ،وما يفيد الاستغراب هو الحديث عن التنمية بالجهة في غياب نخب سياسية قادرة على فك لغز التنمية بالجهة, والاكيد انه منذ الانتخابات الجهوية ، وفوز الشوباني برئاسة المجلس ،اتضح بما لايترك مجالا للشك توظيف خطاب المظلومية منذ الوهلة الاولى من تولي الرئيس تدبير شؤون الجهة ،وبدت بوادر الفشل تطغى على مجلس الجهة توجت بظهور صراعات سياسية بين مختلف الفرق السياسية المكونة للمجلس ،وانشغل الرئيس بمتاهات كبرى بعيدة كل البعد عن ما يليق بالفاعل السياسي وعن انتظارا ت ساكنة الجهة .
اليوم ونحن على نهاية نصف الولاية للجهة لا زال الغموض سيد الموقف بل اكثر من ذلك عمل الرئيس على تعطيل التنمية ،واصبح المجلس مسرحا للتصادمات السياسية والملاسنات الخشينة ،مطالب الساكنة في غرفة الانتظار، والمجلس في واد اخر، نحن على مشارف نقل الاختصاصات من المركز الى اللاتمركز، وما هو مطلوب هو صياغة خطاب جديد قادر على تلبية مطالب الساكنة والتواصل معها ،خطاب يستحضر معاناة الساكنة التي تعاني من ضعف البنيات التحتية ،وانعدام توفير فرص الشغل ،وغياب مشاريع استثمارية ونقص في الحاجيات الضرورية لمواجهة قساوة المناخ غير ان تحقيق ذلك على ارض الواقع يبقى صعب التنزيل ما دامت الارادة غير متوفرة وما دام التشنج سيظل سيد الموقف في التواصل مع باقي الشركاء والفاعلين السياسيين والاقتصاديين ،و لتجاوز ذلك فان على صانع القرار السياسي الاقتراب اكثر من المواطن والانصات له ،لخلق مناخ من الثقة قادر على رفع كل التحديات ، كما ان هذا الفاعل عليه توفير الموارد المالية اللازمة و والبحث عن التمويلات بدل الاقتصار بما تجيد عليه الدولة كما ان هذا الفاعل عليه ان يجعل التنمية من الاولويات الاساسية والاهتمام بالبرامج الهادفة بدل الانشغال بإصدار البلاغات والانفراد في اتخاذ القرارات ،وبالتالي فان تنويع الموارد المالية للجهة يتطلب دراية كبرى وخبرة عالية لا يمكن ان تتوفر في من يجيد البكاء والتدرع بالمظلومية وانغمس في ملذات الحياة والاغتناء على حساب التنمية ،هاته الموارد المالية نجدها تتوفر بسهولة ويسر لدى الرئيس ونائبه الرابع مهندس ميزانية المجلس وصانع مخططات الفشل بالجهة كلما رغبا في السفر الى الخارج والقيام بالجولات السياحية التي كلفت خزينة الجهة مبالغ مالية هامة كما سبق ان اشرنا الى ذلك في المقال السابق.
رسالة الملك محمد السادس الى المنتدى البرلماني للجهات ليوم 16نونبر2017 كانت واضحة وجاءت في اطار التحولات التي يشهدها المغرب ،المرحلة المقبلة ستكون حتما هي بلوغ السرعة القصوى من اجل التجسيد الفعلي والناجع لهذا التحول التاريخي، غير ان الشوباني يرى عكس ذلك ومصر على رهن الجهة بحساباته الحزبية ،مستفيدا من تعطيل التنمية والاغتناء من الميزانية.