الحدث بريس : الصادق عمري علوي.
التراث الثقافي الحساني بنوعيه المادي واللامادي يشكل رافدا من روافد الثقافة المغربية الأصيلة التي تمتاز بتنوعها الفريد في إطار وحدة جامعة ، تحيل على حضارة عريقة ، ساهم فيها الإنسان المغربي في مختلف الأمكنة والأزمنة عبر مراحل تعتبر فضاء للإلهام والتأمل ، ومجالا خصبا للتفكير والإبداع.
الملتقى الجهوي الأول لحماية وصون التراث الثقافي بالجهة نظم من طرف المديرية الجهوية لوزارة الثقافة يومه الجمعة 21 يونيو 2019
اعتبره المشاركون ونعتبره أيضا أحد الأوجه المشرقة للثقافة الحسانية المغربية والتي تشكل قيمة نوعية عميقة الدلالة.
حظي المشاركون في هذه الأيام الثقافية احتفاء بشهر التراث بلحظات فريدة إختزلت زمنا ومسافات لتعيد للذاكرة حنينها المتقد لماض جميل يستعصي على النسيان والذوبان في زحمة وقتنا الحاضر الصاخب بأشكال التفاهة الخالي من المعاني الأصيلة التي تخاطب العقل وترتاح لها النفس والروح.
تميز هذا الملتقى بجولة الزوار و المشاركين عبر ” خيمة المعروضات الخاصة بالأدوات التقليدية المصنوعة من جلد الإبل ” وكذلك بعض الألعاب التي عرفها مجتمع البيضان “السيك” توج بجلسات الشاي المتميزة باعتباره رمزا من توابث الموروث الثقافي الحساني الأصيل مرفوقا بباقة من الفنون الغنائية الطربية الشعبية لوحات ” فنية تطل بأمل من نافدة هذا الوطن الكبير بمختلف مشاربه بتعبير الأستاذ نور الدين متقي .
” تلتها جولة ببهو دار الثقافة “الولاء اطلع الزوار خلالها على مجموعة من اللوحات والصور أخذت لمواقع أثرية بجهة الداخلة وادي الذهب وعرضت هناك للإحالة على ما تحتوي عليه الأمكنة على امتداد الصحراء من أشكال للمقابر الجنائزية التي يعود عمرها إلى عصور ضاربة في القدم تحتاج لدراسة أركيولوجية.
ولذلك دعا المدير الجهوي للثقافة بالمدينة في حضور والي ولاية الداخلة والمشاركين إلى الكشف عن واقع التراث بالمنطقة والدعوة إلى المحافظة عليه كجزء بالغ الأهمية من الهوية المغربية الأصيلة والإنخراط الفعلي لجميع فعاليات المجتمع المدني لحماية وصون هذا الصرح الثقافي المتميز تاريخيا وجغرافيا.
هذا اللقاء عرف العديد من الورشات والندوات التكوينية من تسيير د، مصطفى نامي و تأطير لجنة علمية مكونة من ثلة من الباحثين تمحور عملها حول : برنامج التراث الحساني المادي واللامادي بالجهة
تناول خلاله د ” الهلال أحمد محمود الحديث عن روافد التراث الحساني بعده مباشرة تدخل الدكتور “محمد دحمان ” للإشادة بتثمين هذا التراث الثقافي الحساني، وسبل صونه والحفاظ عليه من الضياع والنسيان نتيجة إهمال بعض الدارسين لعمقه التاريخي الكبير.
في نفس السياق تطرق الاستاذ “محمد الزهي ” إلى ضرورة تحصين قلاع هذه الكنوز التراثية والاستعداد المستمر للحفاظ على حياتها بعيدا عن اغتيالات الأقلام الشحيحة في الكتابة حولها وإبراز أهميتها ومكانتها ضمن مكونات التاريخ بكل مراحله.
إنتهى الملتقى ” بنقاش شفاف وصريح حول كل ما يتعلق بالإهتمام بالرجالات الذين بنو هذا الصرح التراثي الثقافي الحساني الكبير وهو في حد ذاته دعوة جماعية ملحة وآنية لانصاف ثلة من أعمدة بناء ثقافة البيضان في مختلف نقط استيطانهم وعيشهم وما خلفوه من نشاط إنساني لا يمكن أن ينمحي من الذاكرة الجمعية.