الحدث بريس:يحي خرباش.
ارتفعت حدة الغضب لدى حزب العدالة والتنمية ضد الجسم الإعلامي بالجهة بمجرد ما أن علمت بوجود وسائل الاعلام لتغطية اللقاء الذي أطره السيد لعثماني سعد الدين الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة في نفس الوقت بقاعة فلسطين لعقد لقاء تواصلي مع أطر الجهة ،كما جاء في الدعوات الموزعة بشكل محسوب .
كل الاحتياطات اتخذت من أجل أن تمر الاجواء في صفاء وهدوء ،تحسبا لما قد يعكر أجواء هذا اللقاء ،بدءا باختيار دقيق وانتقائي في تسليم الدعوات إلى تشديد الحراسة والمراقبة على كل شخص أراد الدخول إلى القاعة، السيد العثماني الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة في نفس الوقت ،بدا مرتاحا جدا على الاريكة وأطلق العنان لخطاب استهلاكي سبق وأن أطنب به ساكنة الجهة منذ سنتين في زيارة لنفس المدينة على رأس فد رسمي رفيع المستوى ووعدهم بما لم يتحقق الى حدود كتابة هذه السطور.
لقد أحسن قولا عندما قال رئيس الحكومة بان لب العمل السياسي النبيل هو الانصات والجلوس والاكل مع المواطنين ، لكن هل يعلم السيد الرئيس بأن رئيس مجلس الجهة المنتمي لنفس الحزب لا يحب أي شيء من الأشياء التي ذكرتها ولا هو يبالي لأي أمر من أمور ساكنة الجهة كما أشار الى ذلك الملك محمد السادس في العديد من المناسبات حيث اوصى بضرورة الاهتمام بشؤون المواطنين ،لكن شتان بين الخطاب والفعل .
وسيرا على عادة الحزب في حجب الحقائق فإن رئيس الحكومة اعاد نفس الكلام لسلفه في الحكومة السابقة ب عبد الاله بن كيران الذي خرج من الحكومة وترك البلد غارقا في الديون الخارجية 331 مليار درهم سيؤدي المغاربة ثمن هذا الاختيار اللهم إذا كانت للرئيس الحالي للحكومة وصفة سحرية لإخراج البلد وإنقاذه من حالة الافلاس الاقتصادية ،أو له نظرية اقتصادية قد تفند كل ما جاءت به التقارير الوطنية والدولية في تشخيصها الدقيق للوضعية الاقتصادية للبلدحيث أشارت إلى كون العبئ الضريبي يمثل 22% ،ولا زالت الحكومة تبحث عن تحقيق التوازن بين نظام ضريبي متلائم لدعم النمو وتشجيع الاستثمار من جهة والبحث عن نظام ضريبي لانعاش موارد الدولةمن جهة أخرى.
نشكر الكتابة الجهوية للحزب التي وفرت البث المباشر لهذا اللقاء ،كما يحلو لها ، في المقابل نشكرها على ما أقدمت عليه من تصرف وضيع لا يليق بمستوى الحزب ، بتصرفها هذا تكون قدأساءت لمهمة رئيس الحكومة ،وضيعت عليه فرصة التواصل مع الاعلام الذي اتهمه الكاتب الجهوي للحزب محمد العراقي بما لا يليق بمقامه،وليس غريبا أن يصدر مثل هذا الكلام من مسؤول حزبي من المفروض فيه التحلي بالموضوعية والمصداقية بدل تزييف الحقائق وإطلاق كلام مجاني لا يرق لمستوى الاخلاق السياسية ببلد قطع أشواطا مهمة في مجال الحريات والتعبير.