الحدث بريس:الصادق عمري علوي.
بكلمات تحمل معنى الواجب والالزام ، توجه الملك في خطابه السامي بمناسبة ذكرى عيد العرش بقوله انه “يتعين على الأحزاب استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لأن أبناء اليوم، هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم. كما يجب عليها العمل على تجديد أساليب وآليات اشتغالها” .مقتطف من خطاب صاحب الجلالة.
– “يتعين” و “يجب” من ابلغ كلمات تحمل المسؤولية بضرورة القيام بالدور السياسي العملي المنوط بها .
فهل ستضطلع الأحزاب السياسية المغربية بتنفيذ هذا الأمر السامي ؟ ام تطبخ طبخاتها في الكواليس ؟ لأجل أناس هرموا واستكملت صلاحية افكارهم ، ولم تعد قابلة للتنزيل و التنفيذ في ظل التطور الذي يشهده المجتمع المتعلم فكريا و ثقافيا … وكذا التطور الذي يعرفه العالم سياسيا واقتصاديا وديبلوماسيا … على جميع الأصعدة .
الخطاب الملكي يقول بصريح العبارة ان الذين يتم اختيارهم حزبيا من طرف الشعب بضغط من الحزب لقيادة المرحلة ليسوا في مستوى طموحات ، وانتظارات المغاربة .
ان انتهاج أساليب الإقصاء والكولسة والوصولية ، واستغلال الوضع الاقتصادي ، وتعتيم الحقائق ” أعني بالدارجة المغربية واستسمح استعمال هذا المصطلح ” القوالب ” في الوصول إلى المناصب الحزبية … ومن هناك إلى تمثيل الحزب المعني في الجهات ، والأقاليم والمجالس البلدية والقروية ، والغرف الفلاحية والصناعية والسياحية … انه لشيء مخجل حقا ان تجد رجل او امرأة .. لايتوفر على أية مؤهلات علمية او ثقافية … فما بالك في تسيير وتدبير الشأن الإداري والمالي للمصالح التي يشرف عليها … فما بالك بوضع البرامج واقتراح المشاريع ومواكبة سياسة الدولة على مستوى الإستراتيجيات والمخططات التنموية .. ومنهم من تسأله عن موقع منطقته التي يمثلها ، جغرافيا على مستوى خريطة المغرب فلا يعرف ، فما بالك بعموم المناطق المغربية .. ومنهم من تسأله عن عدد السكان الذين يمثلهم وعن وضعية ونمط عيشهم ومستوى التعليم والصحة لديهم فيقف واجما .. والأمثلة كثيرة . السياسة لاتبنى على مايملكه الشخص ماديا وكم يتغذى عنده من شخص ” فلعراضات ” ولا على الضيعات الفلاحية وعدد المتاجر والدكاكين والمقاولات التي يملكها ولاعلى تردد إلى المساجد .. وإنما تبنى على علمه وثقافته وسلوكه اليومي … والا فما معنى ان الدولة تشيد الكليات المعاهد ومراكز الدراسات ، والجامعات في مختلف التخصصات يتخرج منها الشباب … وعندما نبحث في الحقل السياسي وخاصة لدى الأحزاب نجد أن الذي يمثلها في البرلمان بغرفتيه او المجالس ” امي ” لايعرف القراءة والكتابة ” او قديم التفكير من العهود الغابرة لزمن السيبة والتسلط ، شكون لي طلع هاذ الناس ” ان صوت المواطن أمانة في عنقه قبل ان يكون في عنق الدولة ” فبمجرد وصوله إلى ذلك المنصب أول شيء يفكر فيه هو الانتقام من خصومه والعبث بمصالحهم وربما ” يقلب الفيستة ” ويعمل ضد الحزب الذي رشحه .. او العمل على استرجاع ماصرفه أثناء الحملة الانتخابية .. او اللعب بصفقات الدولة ومصالح المواطنين ..
ان نداء الملك في خطابه للأحزاب فيه توجيه إلزامي ان أرادت بالفعل تحسين صورتها ، بوضع شروط صارمة في اختيار مرشحيها واستجلاب دماء جديدة من شباب وشابات المغرب والا سيبقى الوضع لسنوات تتحتمل فيه الأحزاب كامل المسؤولية ، ويبقى المواطن والوطن هو ضحية التفكير العدمي منهجا لأصحاب الأفق الضيق والحسابات الخاسرة ..