الحدث بريس:يحي خرباش.
خرجت الحكومة المغربية مؤخرا بتصريح حكومي يسمح للمغرب باستيراد الدجاج الأمريكي ،بعد شد وجدب ،ولم تبد الوزارة المعنية ،أي وزارة اخنوش المشاركة في التحالف الحكومي أي اعتراض ،دون النظر في الأضرار التي سيسببها هذا الدجاج للفدرالية البيمهنية للحوم ، التي احتجت بشكل كبير على هذا القرار الذي سيؤثر على الفدرالية ولا نعلم ماهية الاتفاقات والتفاهمات التي يجريها اخنوش في الكواليس من اجل إقناع الفدرالية وقبولها .
هكذا يكون منطق السوق إذن ،منطق تحكمه المصالح ،وتذوب فيه التناقضات ،والشاطر يربح ،لندع اخنوش جانبا ،فهو من العقليات التي تستغل المنصب السياسي ،ومستعدة للدفاع بقوة من اجل موقفها وضمان مصالحها ومصالح الامبريالية السياسية والاقتصادية والدوس على كرامة ومصلحة المواطن دون شفقة ولا رحمة .
الجانب الأخر من الموضوع المثير للجدل هو صمت جامعات وفدراليات حماية المستهلك عن هذه الصفقة وموقفها ككائن يدعي الدفاع عن صحة وسلامة المستهلك، وإنما هي أكذوبة يصدقها الجميع وينظر إلى مثل هذه الأمور المهمة والتي إن قورنت بجمعيات حماية المستهلك بأوروبا ،سنجدها تقف بالمرصاد لأي قرار يتخذ في حق المستهلك ،ولكم في أزمة الحليب بأوربا في التسعينيات ،كيف تمكن سائقوا الشاحنات من توحيد مواقفهم وشن إضراب واسع على المستوى الأوروبي من اجل تلبية مطالبهم ،أو سيتركون كل المنتوجات الغذائية والحليبية عرضة للتلف ،وفعلا انتصرت لموقفها وحققت مطالبها مراعاة لمصلحة المواطن .
لكن هذه الجامعات وخصوصا الجامعة المغربية لحقوق المستهلك الفت التصفيق لمثل هذه القرارات ،ورحبت بها دون أن تعيرها الجهات المختصة أدنى اهتمام ولو على سبيل التشاور ،وهذا إن دل عن شيء فإنما يدل على كون الجامعة عاجزة عن فعل أي شيء وليس بيدها ما تقدمه سوى انتظرونا على راديو شذى افم على الساعة الفلانية .
كما يتضح بان اخنوش قد ضمن جيدا صمت هذه الجامعة ويعرف خباياها جيدا ،كما اتضح له من الموقف الجبان للجامعة في المقاطعة الأخيرة وملفات أخرى لا داعي لذكرها الآن ،هذا حال الجامعة وهذه هي المواقف المنتظرة ،فليخرج لنا رئيسها بموقف واحد شجاع اتخذه لصالح المستهلك ،وستحصد المزيد والأيام بيننا.