أصدر الديوان الملكي صبيحة هذا اليوم بلاغا قويا ضد حزب العدالة والتنمية ردا على بلاغ لأمانته العامة حول الأحداث في فلسطين؛ ووصف بلاغ الديوان ماورد في بلاغ الحزب بالمغالطات الخطيرة فيما يتعلق بعلاقة المغرب بإسرائيل.
وفي هذا الإطار، قال المحلل والباحث في الفكر الإسلامي، إدريس الكنبوري، أن حزب العدالة والتنمية وضع نفسه في مأزق سياسي لا يحسد عليه؛ بسبب سوء قراءته للواقع. وأعتقد أنه رجع إلى المربع الأول من جديد كحزب غير موثوق به لدى الدولة؛ بسبب ما يفهم منه أنه خطاب مزدوج.
وأكد الكنبوري بأن اتفاقية إعادة العلاقات مع إسرائيل حصلت في عهد قيادة الحزب للحكومة؛ ومن وقع عليها هو رئيسها آنذاك سعد الدين العثماني؛ وطيلة الفترة بين التوقيع والانتخابات الأخيرة لم يتفوه الحزب بنصف كلمة ضد التطبيع؛ بل إن أمينه العام دافع عنه وقال بأن المغرب يعرف ما يفعل وإن الحزب جزء من بنية الدولة ولن يتخلى عنها؛ وهاجم من يهاجمون العثماني بسبب التوقيع من داخل الحزب؛ ثم في لحظة انقلب على هذه المواقف ووقف في الجانب الآخر.
وأضاف الكنبوري في تدوينة له ذبحها على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي قائلاً ” وكان على الحزب أن يلتزم بمواقفه السابقة؛ بدل أن يوجه رسالة سيئة إلى الدولة بأنه مزدوج المواقف وغير ثابت؛ لأن ما جاء في بلاغه ليس أقل من توريط للمغرب أمام الرأي العام العربي الفلسطيني؛ ويخدم مصلحة الجزائر التي أصبحت توظف علاقة المغرب بإسرائيل لعزله عربيا وافريقيا”.
وزاد أن الحزب يعرف جيدا أن السياسية الخارجية بيد القصر؛ ويعرف أن المغرب لم يتخل عن مواقفه التقليدية من قضية فلسطين والقدس؛ ومن ينظر إلى بيانات المغرب ضد الاحتلال سوف يلاحظ أن لا شيئ تغير عن البيانات السابقة؛ كما يعرف أن عودة العلاقات مع إسرائيل لها شروطها وإكراهاتها؛ وقد قال بنكيران هذا الكلام بلسانه من قبل.
كما أشار الى أن حزب العدالة والتنمية يريد البحث عن مشروعيته من الشارع بعد الانتخابات الأخيرة التي خسرها؛ لكن على حساب الدولة؛ بعد أن كان يبحث عن تلك المشروعية من الدولة على حساب الشارع؛ لكنه سقط في ضبابية المواقف وتناقضها؛ فهو تارة يدافع عن الحكومة الحالية وتارة يهاجمها؛ ويقول شيئا ثم ينقلب عليه؛ ويريد أن يمسك الحبلين معا؛ حبل من الدولة وحبل من الناس؛ لكنه يعزل نفسه بطريقة تعكس نوعا من الغباء السياسي المليئ بالتذاكي؛ ولكن ما كل مرة تسلم الجرة.