الحدث بريس : الصادق عمري علوي .
أبان أبناء تافيلالت طيلة تاريخ الكفاح الوطني للمستعمر ، عن مشاهد القوة ، والثبات ونكران الذات ، لانظير لها ، والتي اعتبرت إجماعا على المستوى الوطني ، ملاحم خالدة ، غداها الايمان ، واستصحبها الاخلاص والوفاء للمقدسات الدينية ، والوطنية خلال فترة المقاومة ضد المستعمر .
ففي كلمة للمندوب السامي لقدماء وأعضاء جيش التحرير الدكتور مصطفى الكثيري ، وصف من خلالها أبناء ربوع تافيلالت ، بأنهم يتميزون بالتضحية ، ونكران الذات ،تجلى ذلك في العديد من الملاحم الجهادية البطولية ، التي لازالت راسخة في الأذهان ، منقوشة في وجدان الشعب المغربي .
إنهامقاومةالجنوب الشرقي،خاصة منطقة “تافيلالت” التي كانت من أشرس وأقوى الجبهات القتالية التي جوبه وفوجيء بها المستعمر الفرنسي .
فمنذ سنة 1908 إلى حدود سنة 1933 كان المقاومون يجتمعون في حركات جهادية ، للدفاع عن المقدسات الدينية ، والدود عن الثوابت الوطنية ، وحوزة الوطن .
تجسدت عبر المعارك التي خاضوها سواء : معركة “بوذنيب” سنة 1906 ، أو معركة “لمعاضيد” سنة 1916 ، أو معركتي ” الرجل ” الأولى والثانية ، بمنطقة مسكي التي قادها ونظمها العلماء وزعماء الزوايا الصوفية ، وخاصة الزاوية الدرقاوية بمدغرة ، التي نظمت حركة الجهاد في تلك الفترات العصيبة من تاريخ المغرب ، داعية رؤساء القبائل إلى الانضمام لمقاومة ، وصد تربصات وأطماع المد الاستعماري الغاشم .
لكن معركة بادو الخالدة كانت تجسيدا نوعيا للصبر القوي ، والتضحية النادرة ، ملفتا لأوجه و الأشكال النضالية عبر الجبال والشعاب ، والتضاريس الوعرة ، موجهة الضربات الموجعة للمستعمر خلخلت كل تخطيطاته ، و توقعاته .
ولقد قامت المرأة الصحراوية بالعديد من الأدوار الطلائعية لتحميس المجاهدين ، المقاومين للمد الاستعماري ، فكانت خير المعين والرفيق للمقاومين في جبهات القتال بالمشاركة ، والتحميس في الحرب ، واسعاف المصابين الجرحى ، والعناية بهم . وقد خلدت ذلك عبر العديد من الاشعار ، والأهازيج الشفهية الشعبية.