الحدث بريس… ادريس بوداش
لعل ظاهرة تأثير التكنولوجيا الحديثة في وسائل الإعلام تكتسي أهمية كبرى في الأونة الأخيرة نظرا للتقدم العلمي الذي بات يشهده عالمنا الان مع انه يجب الأخذ بعين الاعتبار ان هذا الموضوع يحتاج لدراسة علمية مدققة، علمية بحثه للإلمام بكافة جوانب هذه الظاهرة.
فالتقدم التكنولوجي يمكن من زيادة نسق التطور في وسائل الإعلام بشكل كبير حيث تجدر الإشارة إلى أن الطرق التقليدية لنقل المعلومات والمعرفة إلى الجمهور قد تغيرت، بدأت الصحف الورقية تدريجيًا في التراجع، حيث ظهرت وسائل إعلام رقمية جديدة مثل مواقع الإنترنت وتطبيقات الأخبار، علاوة على ذلك، أصبحت وسائل الاعلام تستثمر في البث عبر الإنترنت بدلاً من البث التقليدي، الذي كان معتادًا في الماضي، ونتيجة لذلك، نشهد اليوم مجموعة واسعة من القنوات الرقمية والمنصات الاجتماعية التي تتيح توصيل الأخبار والبرامج التلفزيونية بالإضافة إلى هذا، شهد الراديو الكلاسيكي تراجعًا في الأهمية نظرًا للانتشار المتزايد لتطبيقات البث المباشر والبودكاست عبر الإنترنت.
لقد قامت ثورة التكنولوجيا الرقمية بإعادة تشكيل وجه وسائل الإعلام بشكل كبير، مع توفير الأخبار والبيانات بنقرة واحدة على مستوى العالم من خلال الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي حيث عرفت خدمات الإعلام تحولات عميقة لمواكبة الموجة التكنولوجية، مما ساهم في تسريع دورة نشر المعلومات والوصول الفوري إلى الجمهور إضافة إلى ظهور مجموعة من الأنواع الجديدة لوسائل الإعلام الرقمية، بما في ذلك التدوين والنشر الإلكتروني والمواقع الإلكترونية التي تقدم محتوى غني وممتع للقراء والمتابعين حول العالم.
فمن الصعب تجاهل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على عالم الإعلام، فهي تؤدي الآن دورًا حيويًا في نشر الأخبار وتبادل المعلومات حيث غيّرت النسيج التواصلي بين الجمهور ووسائل الإعلام، ضف الى ذلك تدفق معلوماتي سريع لا مثيل له ناهيك عن ذلك، تقدم الشبكات الاجتماعية، التي تشكل بيئة تؤثر في حجم الانتشار والنفوذ، مما يتيح لأفراد ومؤسسات مختلفة بث الرسائل والمحتوى بكل سهولة وتوصيلها لجمهور عريض. ولكن، لتقدم وسائل التواصل الاجتماعي مشاكل ترتبط في بعض الاحيان بالتشويه، ما يستدعي تفحص دقيق لكيفية استغلالها بتوازن ومسؤولية.
للإشارة فالإعلام العصري مطالب بالاستعانة بالتكنولوجيا المتقدمة لتوصيل المحتوى بشكل أكثر فعالية، فعلى الرغم من ذلك،من الضروري التركيز على الأخلاقيات ذات الصلة بتوظيف هذه التقنيات حيث يتوجب على الصحفيين والمنصات الإعلامية الرقمية التأكد من صحة الأخبار والإحالة إلى المصادر، مع تجنب ترويج البيانات المضللة أو المحرضة، ناهيك أنه يجب عليهم الحفاظ على الخصوصية الفردية وعدم التعدي على حقوق الغير من خلال الاستفادة من التكنولوجيا، فمن الضروري وضع قواعد سلوكية أخلاقية وتضمين التدريب المستمر للعاملين لضمان استخدام التكنولوجيا بطريقة مسؤولة وأخلاقية في مجال الإعلام.
إلى ذلك فالرؤى المستقبلية نحو تفعيل الاندماج المتزايد بين التكنولوجيا ووسائل الإعلام المتنوعة، مع التقدم المستمر في عالم الإعلام الرقمي ضرورة حتمية، حيث تعد الإعلانات الذكية والتجارب الافتراضية من الأمور المتوقع تطورها بشكل متواصل.
ويعد التوجه باتجاه استخدام التقنيات الزاخرة والمتاحة بالواقع الافتراضي والواقع المعزز في تسهيل عمليات الحملات الإعلانية، وضمان تجربة المستخدمين أكثر استمتاعاً، جزءاً أساسياً من هذه الرؤية المستقبلية، إضافة لذلك فالتركيز المتصاعد على تحليل بيانات المستخدمين لتعزيز الاستراتيجيات الإعلامية وتقديم محتوى يتوافق مع احتياجات الجمهور، يعد جزءاً أساسياً من الفصول المقبلة في تاريخ التكنولوجيا وقطاع الإعلام.
إلى ذلك من الضروري التأكيد على الحاجة إلى الانسجام والتكنولوجيا وتطبيقها في المناهج الإعلامية لمجابهة التغيرات الحديثة المتسارعة حيث ينبغي ضمان الجانب الأخلاقي في توظيف التكنولوجيا، بهدف رفع الجودة والثقة ناهيك الى ذلك، وجب تكثيف الجهود لاكتشاف وبلورة حلول تقنية مبدعة تبرز في المحتوى المقدم وتحسين فعالية الوسائل الإعلامية المتقدمة بموازاة مع ذلك يجب توصية تنفيذ دراسات عميقة لفهم التوجهات المستقبلية للتكنولوجيا وكيف يمكن أن تؤثر على وسائل الإعلام، وكيف يمكن الاستفادة القصوى من فرصها المتاحة.
يتبع….