الحدث بريس – ذ.توفيق أجانا
شكل الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة ارتياحا للأقاليم الجنوبية، وينسجم أيضا مع فلسفة المنتظم الدولي الذي أصبح لا يعترف بالكيان الوهمي ب163 دولة، أي بنسبة 85% من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة , التي أصبحت تعترف بالصحراء المغربية من خلال مشروع الحكم الذاتي الذي يحظى بدعم مجلس الأمن، والقوى الكبرى، باعتبارها الخيار الطبيعي الوحيد لتسوية هذا النزاع.
و يضمن أيضا الكرامة للجميع والحرية والعيش الكريم من أجل جعل الأقاليم الجنوبية جسرا للعمق الإفريقي من خلال الإمكانيات الاقتصادية التي يزخر بها، وجعلها قاطرة للتنمية على المستوى الإقليمي والقاري بعيدا عن الاستفزازات العقيمة، والمناورات اليائسة، التي تقوم بها الأطراف الأخرى، والتي تعد مجرد هروب إلى الأمام، بعد سقوط أطروحاتها المتجاوزة، بل أكثر من ذلك أكد جلالته على مستوى الأمم المتحدة :أقبرت القرارات الأخيرة لمجلس الأمن، والمقاربات والأطروحات المتجاوزة وغير الواقعية ،ورفض أي عرقلة لحركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة .مع استحضار الحكمة والتبصر المعروف تاريخيا على المغرب ،وهذا لا يمنع التصدي بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار الإقليم الجنوبية.
خطاب ينسجم مع المكتسبات الدبلوماسية الأخيرة لفتح مجموعة من القنصليات في مدينتي العيون والداخلةلإعطاء منظور للعالم حول مغربية الصحراء وآفاق جديدة تنسجم مع مفهوم فلسفة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مسألة جنوب جنوب وكذلك منطق رابح رابح.
وأشار جلالته كذلك إلى مفهوم ترسيم حدود المياه في إطارمنظومة القانون المغربي، والالتزام بمبادئ القانون الدولي، ستعطي دينامية جديدة ودفعة قوية للاقتصاد البحري ومواصلة تطويرهسواء تعلق الأمر بتحلية ماء البحر، أو بالطاقات المتجددة، عبر استغلال مولدات الطاقة الريحية، وطاقة التيارات البحرية، وإعطاء دفعة جديدة، للمخطط الأزرق، تجعل منه دعامة إستراتيجية، لتنشيط القطاع السياحي بها، وتحويلها إلى وجهة حقيقية للسياحة الشاطئية.
رسالة قوية وواضحة المعالم لأجل اعتماد حسن الجوار مع اسبانيا للعمل سويا لتحقيق المصالح المشتركة البعيدة كل البعدعن فرض الأمر الواقع من جانب واحد.
كان خطابا شافيا وكافيا حول استكمال المسار الدبلوماسي والتنموي حيث أصبحت الصحراء المغربية تضاهي جميع المدن الكبرى بالمملكة المغربية.
وكانت دعوة صريحة من جلالته لجميع المغاربة العمل الجاد لرفع التحديات الداخلية والخارجية، واستحضار روح القيم والدفاع عن مصالحنا وقضايانا العادلة من أجل تعزيز مكانة المغرب في محيطه الإقليمي والدولي.
وختامه كان مسك للترحم على الأرواح الطاهرة لشهداء المغرب الأبرار وتوجيه شكر وتقدير لكل مكونات القوات المسلحة الملكية، والقوات الأمنية، لتجندها الدائم، تحت قيادة صاحب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، لصيانة وحدة الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره.