بعد إصدار بيان الأمناء العامين السابقين للحزب بن حسن بنعدي، محمد الشيخ بيد الله، حكيم بنشماس، وفاتح الذهبي أول منسق عام مكلف بالإدارة والتنظيم،والذي قالوا فيه أن تصرفات الأمين العام الحالي، “تستهدف كل القيم والمبادئ والمكتسبات التي حققها المغرب خلال العشريتين الماضيتين، في سبيل بناء مغرب الانصاف والمصالحة والتنمية المستدامة، مغرب الحرية والعدالة و القضاء المستقل، مغرب الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة ومحاربة الفساد، مغرب الاستحقاق و تكافؤ الفرص، مغرب يضع المواطن في صلب اهتمامه واعتماده، ومغرب يفتح آفاق الترقي أمام شاباته وشبانه، بدون تمييز أو محسوبية أو حيف”.
معبرين في نفس الوقت عن تبرئهم من تصرفات الأمين العام الحالي للبام، وعن رفضهم القاطع لها، معتبرين أن التصرفات “تنكرا غير مقبول وانحرفا خطيرا بالنسبة للمشروع المؤسس للحزب وقيمه وأخلاقياته المنتصرة للممارسات الفضلى في العمل السياسي وفي أداء المهام و المسؤوليات العمومية”.
أقول ، فتح نقاش داخل حزب الاصالة والمعاصرة حول ضرورة رحيل عبد اللطيف وهبي وتعويضه بمحمد الشيخ بيد الله لقيادة الحزب، في المؤتمر الخامس . بيد الله رجل التوافقات داخل الحزب، ورجل الحكمة والرزانة، ورجل يحظى بثقة القصر، وابن الصحراء التي هي بحاجة اليوم الى ابنائها المخلصين كالشيخ بيد الله للدفاع عنها بعد ان تكالب عليها النظام الجزائري وبعض القوي الخارجية.
وأفادت بعض قيادات حزب البام ، أن بعض قيادات داخل المكتب السياسي للحزب، باتت ترفض استمرار عبد اللطيف وهبي في قيادة القوة الثانية بالبلاد ، والمشارك في حكومة اخنوش الذي لم يعد يتحمل تصرفات وهبي الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة لان اخطاء هذا الاخير اصبحت مكلفة لأخنوش وللأغلبية الحكومية.
وعليه ، يرى بعض الملاحظين العارفين بخبايا حزب البام ان توقيع النداء من طرف من حسن بنعدي، محمد الشيخ بيد الله، حكيم بنشماس، وفاتح الذهبي لا يمكن ان يكون من تلقاء انفسهم ، خصوصا توقيع الذهبي في هذا النداء والذي اعطى لتوقيعه في هذا ابعادا سياسية تحمل عدة اشارات ورسائل.
وفي نفس السياق ، يعتقد بعض المهتمين ان مضمون النداء ليس موجها لوهبي فقط ، بل انه فيه اشارات تتجاوز الاطاحة بوهبي نحو قطع الطريق امام تيار مراكش الثلاثي المنصوري وكودار واخشيشن ، هذا التيار الثلاثي المتحكم في الحزب والمتربص بوهبي للإطاحة به ليحل احد هؤلاء القيادات محل وهبي.
على كل حزب الاصالة والمعاصرة يعيش علي إيقاعين صعبين الاول: الاطاحة بوهبي في اقرب وقت لان بقاءه سيكون مكلفا ، وقد يدفع بأخنوش لإخراجه من الحكومة وتعويضه بحزب الاتحاد الاشتراكي وهذا ما يحلم به ادريس لشكر، لكون وهبي اصبح مزعجا للانسجام الحكومي وفق بعض الملاحظين. الثاني : الخوف من خروج الحزب من الاغلبية الحكومية وهو ما يعني دخول حزب الاصالة والمعاصرة في تيه سياسي مكلفا جدا.
لذى يفكر قادات الحزب على طي صفحة وهبي في أقرب وقت ممكن، وانتخاب الشيخ بيد الله لقيادة المرحلة والقيام بمصالحة كبرى مع كفاءات الحزب المغادرة ، لكونه رجل المرحلة لقيادة حزب الاصالة والمعاصرة الذي اصبح القوة الثانية بالبلاد لاعطاءه نفسا جديدا.