الحدث بريس:يحي خرباش.
أسبوعين فقط تفصلنا على انعقاد دورة أكتوبر العادية لمجلس الجهة ،دورة لازال جدول أعمالها غير محسوم بسبب الخلافات السائدة بين أعضاء مكتب المجلس والرئيس ، وفي هذا السياق عقد الشوباني عدة لقاءات جمعته بأحزاب المعارضة ،التقدم والاشتراكية والاحرار من أجل طي الخلاف والحسم في نقط جدول أعمال دورة أكتوبر القادمة ،ورغم محاولات ومناورات الشوباني للالتفاف على المعارضة فإن ذلك لم يجد نفعا ،مما يضع دورة أكتوبر ومعها ميزانية المجلس في كف عفريت .
رئيس المجلس وبعد إسقاط دورة يوليوز2019 سيكون أمام خيارين ،إما إدراج نقط الدورة السابقة في دورة أكتوبر وهذا في حد ذاته يطرح إشكالا بكون هل برمجة ميزانية 2020 ستأخذ بعين الاعتبار الاتفاقيات والمشاريع المدرجة في دورة يوليوز والتي ما زالت عالقة إلى حد كتابة هذه السطور ، أم الرئيس سيلجأ إلى عقد دورة استثنائية للحسم في مصير الدورة السابقة والتي لا نعلم تاريخ، انعقادها وكيفما كان الحال فإن الرئيس لا يبدو في أحسن حال خاصة بعد فقدانه دعم حزبي التقدم والاشتراكية ، وحزب الاحرار وهو الوضع الذي كان يسمح له بالتصرف المطلق في أمور وشؤون المجلس دون مشاورة أو مشاركة أقرب الحلفاء إليه ،إذ قام الرئيس برفض تقديم بيان النفقات والمصاريف للسنوات الأربع الأخيرة للمعارضة ،ورفضه حتى مناقشة الأنشطة التي يقوم بها والسفريات الدائمة إلى الصين الشعبية اخرها الرحلة التي كانت مبرمجة إلى الصين رفقة وفد كبير بلغ50 فردا بميزانية فاقت 20 مليون سنتم كمصاريف تذاكر الطائرة فقط ،ناهيك عن المصاريف الأخرى والتي توقفت بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء دون أن يصدر أي بلاغ في الامر هذه المرة .
في انتظار دورة أكتوبر القادمة، تكون أربع سنوات قد ضاعت من عمر المجلس والحصيلة التي يتحدث عنها الرئيس يخجل المرء من سماعها، فكل الاتفاقيات ذات البعد التنموي والتي أدرجت بجميع الدورات إلى يومنا هذا لم تر النور.
الرئيس لا ينشغل سوى بتنظيم الرحلات إلى الخارج ،والبحث عن شركاء أجانب خاصة من دولة الصين التي فتح لها باب الاستفادة من عمليات استثمارية بالجهة ،طبعا كل ذلك تم في إطار شركة أنجزها الشوباني باسم ابنه وأحد المستثمرين المقربين من الحزب توجت بنيل صفقة سمينة بالجهة ، وكأن الجهة تفتقد إلى مستثمرين ورجال أعمال كبار.
المفاوضات جارية على قدم وساق بين الرئيس وأحزاب المعارضة من أجل تليين المواقف والدفع قدما لإنجاح الدورة وتمرير الميزانية ، غير أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين كما يقال ،فكل الحيل التي استعملها الشوباني لم تنفع الجهة في أي شيء بل عادت عليها بالكوارث، وباتت من الجهات التي تحتل أسفل الترتيب في تدبير وتسيير شؤون المجلس كل ذلك بسبب انفراد الرئيس بالقرارات الانفرادية منذ السنة الأولى من عمر المجلس لكن يبدو أن قطار الشوباني سيتوقف عند تاريخ 7 أكتوبر والله أعلم .