فاز المرشح “الاشتراكي الليبرالي” إيمانويل ماكرون (39 عاما) بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت اليوم الأحد، ليصبح أصغر رئيس سنّا في تاريخ الجمهورية الفرنسية.
وأفادت النتائج الأولية الرسمية بفوز ماكرون مرشح حركة “إلى الأمام” ب65.1ـ% من أصوات الناخبين، بينما حصلت مرشحة “الجبهة الوطنية” مارين لوبان على 34.9% من الأصوات، وبنسبة مشاركة 74.7%، وهي الأقل منذ الانتخابات الرئاسية لسنة 1969.
وأتاح سقوط اليميني المحافظ فرانسوا فيون و”حروب اليساريين” فرصة ذهبية لماكرون لحشد أصوات ملايين المتعاطفين مع اليمين وكذلك اليسار، متمكنا من فرض نفسه كنموذج مثالي ضد “الشعبوية القومية” لخصمته مارين لوبان.
ينظر الفرنسيون إلى الرئيس الجديد كشاب صغير في السن محاط بطبقة سياسية معمرة؛ لكنه بالرغم من كل ذلك حصل ماكرون على ثقة الناخبين، إذ سمح سعي قائد حركة “إلى الإمام” إلى تقديم طابع مختلف بجعله خيارا فريدا بالنسبة إلى الناخبين.
ويرجع تحول ماكرون من وزير اقتصاد شبه مجهول إلى رئيس للجمهورية الفرنسية إلى نجاحه في تقديم نفسه كسياسي إصلاحي. وبالرغم من أنه لا يحظى بأكبر قدرة بلاغية أو كاريزما سياسيين آخرين، فإنه يمنح إحساسا بأنه يدرك جيدا ما يتحدث عنه.
ويعد الرئيس الفرنسي الجديد مناصرا لأوروبا الموحدة؛ وهو العقل الاقتصادي السابق للرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند، وبالرغم من وصف خصومه له بأنه “صديق رجال الأعمال”، فإنه يصر على أن مسيرته تميزه عن السياسيين المهنيين الذين اقتاتوا طوال حياتهم من الأموال العامة.
ماكرون ابن لطبيبين من مدينة “أميان” شمالي فرنسا، درس في المدرسة الوطنية للإدارة وبدأ عقب استكمال دراسته في العمل كمفتش مالي قبل انضمامه إلى بنك “روتشيلد” الشهير في عام 2008 كمصرفي استثماري.
حمل ماكرون لقب “موتسارت المالية” لبراعته الشديدة في عقد اتفاقيات استنادا إلى شبكة جيدة من الاتصالات في عالم السياسة؛ مثل الاتفاق الذي أبرمته شركة “نستله” لشراء قسم ألبان الأطفال في “فايزر” مقابل تسعة مليارات يورو.
كما تمكن في مصرف “روتشيلد” من معرفة إسبانيا جيدا ونخبتها السياسية، بفضل العمل الذي قام به في إعادة الهيكلة المالية لمجموعة “بريسا” الإعلامية. وكمصرفي، فقد جمع ماكرون بين عمله وبين التعاون مع المرشح آنذاك للرئاسة هولاند.
ودخل ماكرون قصر الإليزيه في عام 2012 بجانب هولاند كنائب للأمين العام للرئاسة، حيث أجرى أول إصلاحات اقتصادية دعمها الرئيس الاشتراكي. كما تولى في غشت من عام 2014 حقيبة الاقتصاد خلفا لأرنو مونبور، قائد الجناح اليساري للاشتراكيين.
والرئيس الفرنسي الجديد موسيقي متمرس حصد جوائز في العزف على البيانو في “الكونسرفتوار” بمدينة “أميان”، وهو قارئ نهم للفلسفة، كما ذاعت شهرته إزاء قصة الحب الخاصة التي تجمعه بزوجته بريجيت ترونيو التي تكبره بـ24 عاما والتي أصبحت أكبر سيدة أولى سنا تدخل القصر الرئاسي.