هيمن وداع ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، ورحلتها إلى مثواها الأخير التي ستشهد حضورا واسعا من قبل قادة العالم، على عناوين الصحف العالمية الصادرة اليوم الاثنين.
وتناولت الصحف الضربات الصاروخية البعيدة المدى التي شنتها موسكو لاستهدف البنية التحتية الرئيسية في أوكرانيا، كما تطرقت إلى محاولات إيران لتمكين ”منافسي“ السلطة الفلسطينية من ”وكلائها“ للسيطرة على الضفة الغربية بهدف إغراق إسرائيل في ”حلقة من النار“.
الملك تشارلز يستقبل قادة العالم
سلطت صحيفة ”ديلي إكسبريس“ الضوء على التحضيرات الخاصة بـ“جنازة القرن“ لوداع الملكة إليزابيث الثانية، أكثر الملوك جلوساً على عرش بريطانيا، في حدث من المتوقع أن يشاهده على التلفزيون أكثر من نصف سكان العالم.
وقالت الصحيفة، إن الملك تشارلز الثالث، قد بدأ في استقبال قادة العالم والعائلات الملكية الأجنبية الأخرى وكبار الشخصيات الذين سافروا إلى بريطانيا لحضور الجنازة الرسمية اليوم الاثنين – بما يقدر بحوالي 500 ضيف – حيث يقيم الملك الجديد حفل استقبال في قصر باكنغهام.
وأضافت: ”بدأ الضيوف، الذين يرتدون ملابس سوداء، بالوصول في حافلات من الساعة 5 مساءً بالتوقيت المحلي قبل أن يشقوا طريقهم في المدخل الكبير للقصر“.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإنه من المتوقع أن يتواجد مليونان من المعزين في العاصمة لندن، لحضور حدث الوداع المهيب، مع المليارات من المشاهدين على أجهزة التلفزيون في جميع أنحاء العالم.
وأضافت أنه مع ذلك، أدت الجنازة أيضًا إلى أكبر عملية أمنية في تاريخ بريطانيا، حيث من المتوقع أن يتم نشر أكثر من 15 ألف فرد من الشرطة. مشيرة إلى أن الملك تشارلز زار مقر العمليات الخاصة لشرطة العاصمة في لامبيث، حيث يضع الضباط اللمسات الأخيرة بشأن الاستعدادات الأمنية.
وأوضحت ”ديلي إكسبريس“ أنه إلى جانب ضباط الشرطة النظاميين، سيكون هناك أيضًا متخصصون في الخدمة ومن ذلك الغواصون ورجال الفروسية وعمال ممرات الدراجات البخارية، وضباط الأسلحة النارية، فضلاً عن انتشار أفراد الشرطة السرية إلى جانب القوات الخاصة التي تستعد لإغلاق العاصمة.
من جانبها، تحدثت صحيفة ”التليغراف“ البريطانية أيضاً عن الاستعدادت الأمنية في لندن، وقالت إن العاصمة ستواجه حالة من الجمود بسبب عدد المعزين الذي يقدر بالملايين.
وذكرت الصحيفة أن سلطات النقل حذرت من أن الجنازة قد تخلق ”أكثر الأيام ازدحامًا على الإطلاق“ مما يهدد بـ“إغراق محطات المترو والقطارات“، وأنها ناشدت الحشود عدم الاندفاع إلى المنزل على الفور بعد انتهاء الحدث.
ونقلت ”التليغراف“ عن السلطات قولها إنه سيتم إغلاق المحطات في وقت قصير للحفاظ على سلامة الركاب، مشيرة إلى أن احتمالية حدوث فوضى قد تؤدي إلى عدم قدرة المعزين على الوصول إلى المنطقة المحيطة بـ ”دير وستمنستر“ وقصر ”باكنغهام“.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن السلطات أبدت مخاوفها من أن شبكة النقل ستغرق بعد ظهر اليوم إذا سافر الكثير من الأشخاص الذين يزورون العاصمة إلى ديارهم فور انتهاء الجنازة.
هل تسيطر إيران على الضفة الغربية؟
أثارت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية تساؤلاً يشوبه القلق حول ما إذا كانت إيران ستسيطر قريباً على الضفة الغربية المحتلة في فلسطين.
وذكرت المجلة أنه مع تواجد جماعة ”حزب الله“ في لبنان وسوريا، وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة، فإن الضفة الغربية تعد البؤرة الاستيطانية الأخيرة المتبقية لدى النظام الإيراني، حيث تريد طهران إغراق إسرائيل في ”حلقة من النار“.
وقالت المجلة في تحليل نشرته الأحد، إن العنف يتصاعد في الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، لكن العديد من الصحفيين وواضعي السياسات يفشلون في التساؤل عن السبب وراء ذلك.
وأضافت أن استطلاعاً للرأي أظهر أن حركة ”فتح“، التي تهيمن على السلطة، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لا يحظيان بشعبية كبيرة.
كما خلص الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية في مارس/آذار الماضي، إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين يريدون استقالة عباس.
وبحسب المجلة، فإن ”عباس (86 عاماً) أصبح استبداديًا بشكل متزايد، ويسجن – بل ويعذب – الصحافيين والنقاد. وبالفعل، فقد توطدت سلطة عباس بشكل يفوق سلطة سلفه الأكثر شهرة، ياسر عرفات“. وتابعت ”ومع ذلك، فإن قبضة عباس غير مستقرة، وخصوم فتح يشقون طريقهم في مناطق رئيسية تحت سيطرة السلطة الفلسطينية“.
ونقلت ”ناشيونال إنترست“ في هذا الشأن عن صحفيين ومحللين فلسطينيين قولهم إن أجزاء كاملة من الضفة الغربية التي تحكمها السلطة الفلسطينية بدأت ”تسقط“ من قبضة عباس، موضحين أن التظاهرات المؤيدة لـ“حماس“ باتت شائعة.
وأضافوا: ”أدت المعارك بين العائلات والعشائر المتنافسة وانتشار الفوضى إلى مطالبة بعض العائلات بتدخل الأردن.. وأصبحت مدن عدة مثل نابلس، وجنين، والخليل، تتأرجح على حافة الهاوية، وكانت نقاطا محورية للعمليات الإسرائيلية الأخيرة“.
وأشارت المجلة في تحليلها إلى تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد أوائل الشهر الجاري، وحذر فيها من ”واقع متغير“ في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت إن تراجع نفوذ السلطة الفلسطينية، وما يتناسب مع صعود المنافسين الذين ترعاهم إيران، أمران يثيران القلق، حيث تأمل طهران في أن يسيطر وكلاؤها – وبينهم حماس – على الضفة الغربية المحتلة أيضًا.
وأضافت: ”إذا سيطر وكلاء إيران على الضفة الغربية، فستكون طهران في وضع أفضل لتحقيق طموحها المعلن؛ أي تدمير إسرائيل“.
وحذرت المجلة من أن معاداة عباس لإيران بشكل صارم، لا ينبغي أن تؤخذ على أنها أمر مسلم به.
واختتمت“ناشيونال إنترست“ بالقول: ”لعب عرفات دورًا رئيسيًا في دعم الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 وحافظ على العلاقات مع النظام لعقود. وكما وثقت (كاميرا) في السنوات الأخيرة، دعا العديد من كبار مسؤولي فتح، مثل عباس زكي، إلى تجديد العلاقات مع طهران“.
قصف روسي مكثف.. وضغط أوكراني
وعن الحرب الروسية الأوكرانية، قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“، إن موسكو شنت ضربات صاروخية مكثفة بعيدة المدى استهدفت البنية التحتية الرئيسية لأوكرانيا، وذلك بعد مواجهة الكرملين انتكاسات كبيرة في ساحة المعركة أثارت مخاوف بشأن مزيد من التصعيد.
ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع البريطانية قولها، إن الضربات الروسية قد استهدفت بشكل متزايد أهدافًا مدنية، مشيرة إلى أن الهدف جراء ذلك هو ”تقويض الروح المعنوية للشعب والحكومة الأوكرانيين“، التي تعززت بعد نجاح الهجوم الأخير في شمال شرق البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاختراق الأوكراني في منطقة خاركيف قد أجبر القوات الروسية على التخلي عن المزيد من الأراضي في غضون أيام أكثر مما اكتسبته في شهور من القتال الطاحن، مما أدى إلى تغيير زخم الحرب بشكل كبير.
وقالت إنه منذ ذلك الحين، أصابت الصواريخ الروسية سداً، مهددة بإغراق مدينة كريفي ريه بعد أيام من انقطاع التيار الكهربائي في معظم شرق أوكرانيا بسبب غارة روسية عطلت محطة الطاقة الرئيسية في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد.
ورأت الصحيفة أنه يمكن للجهود الروسية المستمرة لتدمير محطات الطاقة والسدود والجسور وخطوط الأنابيب الأوكرانية أن تؤدي بمرور الوقت إلى تدهور شديد في قدرة البلاد على العمل، خاصة مع حلول فصل الشتاء.
ووفقاً للصحيفة الأمريكية، جاءت الضربات الأخيرة في الوقت الذي كشف فيه المحققون الأوكرانيون عن أدلة يزعمون أنها جرائم حرب في مدينة إيزيوم وما حولها بعد طرد القوات الروسية من معظم منطقة خاركيف الشمالية الشرقية.
وعلى جهة أخرى، ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، أن الضربات والقتال في جنوب البلاد زادت من الضغط على القوات الروسية، حيث شنت القوات الأوكرانية ضربات على معاقل عسكرية روسية واستهدفت مواقع يستخدمها مسؤولون محليون موالون للكرملين، واستمرت في ضرب خطوط الإمداد لآلاف الجنود الروس على الضفة الغربية لنهر دنيبرو.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن هجومًا صاروخيًا على مدينة خيرسون الخاضعة للسيطرة الروسية، دمر مطحنة قطن كانت تستخدم كقاعدة روسية، بالإضافة إلى هجوم آخر استهدف محكمة في وسط المدينة كانت بمثابة مقر الإدارة العسكرية المدعومة من الكرملين.
وأوضحت أن أوكرانيا تشن هجوماً مضاداً في الجنوب منذ أسابيع في محاولة لإرهاق المقاتلين الروس وإجبارهم على الاستسلام أو التراجع.
وقالت إنه على الرغم من الضغط الأوكراني المتزايد، لم يكن هناك أي مؤشر على أي انسحاب روسي جماعي، بل تستمر القوات الروسية في مهاجمة المواقع الأوكرانية وقصف المدن والقرى الأوكرانية.