الحدث بريس : أيوب الهداجي
يعد التعرف على سلسلة المخالطين لشخص حامل لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من الخطوات الاساسية المعتمدة للحد من انتشار هذا الوباء.
وفيما تعتمد الكثير من الدول على تصريحات المصابين في تحديد المخالطين، لجأت بعض الدول إلى تطوير تطبيقات التتبع المخصصة لأنظمة التشغيل آبل و أندرويد باستعمال تقنيات Big Data و GPS و Bluetooth.
وعلى الرغم من أن هذه التطبيقات غالبا ما تستجيب لمعايير حفظ خصوصية الأفراد، إلا أن نسبة استخدامها من طرف الأشخاص تظل منخفضة للغاية، و يعزى ذلك إلى ضعف ثقة المستعملين اتجاه هذا النوع من التطبيقات لاسباب تتعلق بالاساس بشكوك موضوعية حول المساس بخصوصيتهم، اذ بامكان المشرفين على قاعدة البيانات و المؤسسات المسؤولة التعرف على هوية المستعملين و مخالطيهم و اماكن تواجدهم و مسارات تنقلاتهم .
و على سبيل المثال كان لدولة سنغافورة السبق في طرح تطبيق TraceTogether في 20 مارس 2020، والذي يعتمد اساسا على تقنيتي Bluetooth و Big Data. إلا أن نسبة استعمال هذا التطبيق من طرف المواطنين لم تتعد %16,7.
كما طرحت الولايات الأمريكية تطبيقات أخرى من أجل مراقبة تنقلات مستخدميها عبرتقنيتي GPS و Bluetooth، نذكر منها HealtyTogether في ولاية أوتا و Care 19 في ولايتي داكوتا الشمالية و الجنوبية. و تظهر نسب استعمال هذين التطبيقين مدى مخاوف المواطنين من الانتهاكات التي قد تحملها هذه التطبيقات لخصوصيتهم، حيث لا تتجاوز نسبة استعمالها 0,7% من ساكنة اوتا و 1,3% من ساكنة داكوتا.
هذا و تستعد فرنسا لطرح تطبيق StopCovid في الثاني من يونيو لهذه السنة، كما يعمل المغرب على ورش تطوير تطبيق Wiqaytna.
لاحتواء انتشار الفيروس دون ادنى مساس بخصوصية المواطنين او اي استعمال لهوياتهم، نقترح بدورنا تطبيقا جديدا يستند على مقاربة مختلفة قادرة على رصد المخالطين المحتمل إصابتهم بالفيروس دون الولوج إلى أي من معلوماتهم الشخصية.
يقوم هذا التطبيق على مبدأ تحسيس المواطنين وتمكينهم من تولي مراقبة مخالطاتهم بأنفسهم، دون بعث هوياتهم او معلوماتهم الشخصية (المخالطين، مسارات التنقل،…) الى اية قاعدة بيانات مركزية، وبالتالي لا يمكن لاي مؤسسة او شخص الاطلاع عليها (في غياب موافقتهم) ، عكس باقي التطبيقات المستعملة، مما سيرفع ثقة و استعمال تطبيقنا للوصول الى نتائج اكثر فعالية لا محالة.
اذ عكس التطبيقات الاخرى، يعتمد هذا التطبيق على مبدأ تتبع المستعملين لحالتهم بانفسهم (وليس اي مؤسسة اخرى) عبر الاطلاع على حالة مخالطيهم الصحية (دون معرفة هوياتهم) حيث يستطيع كل فرد الاطلاع بصورة دائمة وعلى فترات منتظمة على عدد مخالطاته المباشرة وغير المباشرة مع الأشخاص الحاملين للفيروس حسب المعايير المعتمدة.
وسيتم الاعتماد على هذه المعلومات و الإحصائيات لمعرفة نسبة احتمال الاصابة و لتقييم ضرورة و أولوية إجراء الفحوصات لكل فرد.
نطمح من خلال هذه المقاربة المقترحة إلى استعادة ثقة المواطنين، لاسيما فيما يتعلق باحترام خصوصيتهم، بغية التمكن من إقناع شريحة واسعة بالموافقة على استخدام التطبيق والمساهمة في التغلب بفعالية على جائحة كورونا.